التلوت بالدارالبيضاء .. اشكالية مقلقة

نقلت بعض وسائل الاعلام عن مصادر من مجلس مدينة الدارالبيضاء خبرا يفيد بانه سيتم تأجيل اغــلاق مطرح النفايات الموجود بمنطقة مديونــة ، وجاء هـذا الخبر بتزامـن مـع ما راج عن تأخير موعد شروع شركات النظــافة ( التي فازت بصفقة جمع نفايات المدينة ) في عملهــا وذلك لاسباب تعـود الى ظروف ابرام الصفقة .
واذا لم يصدر اي نفي عن الجهات المعنية بهـذا الخصوص ، فمعنــاه ان مشاكل الدارالبيضاء ومعاناة ساكنـتهــا ماضية في التفاقــم والتعقيــد والتردي ، فمنذ ازيد من 20 سنة والجميع يتحـدث عـن معضلة مطرح مديونة بسبب التلوث والمخاطر الصحية التي تتهدد الساكنة ، وكم من مرة اتخذت قرارات اغلاقــه وتعــويضه ببـديل يعتمـد الطرق الحديثة وتثميــن النفايات المنزليــة التي تنتــج منها الدارالبيضاء ازيـد مــن مليون طـن سنويا .
ونفس الشيء يمكن قوله بالنسبة لمشكل النظافة وجمع القمامة ، اذ تم الاقرار بعدم جودة خــدمات الشركـة التي تم انهاء العقدة معها ( سيطا )،منذ اواخر سنة 2017 ، كما تشهــد شوارع وازقـة الدارالبيضاء بان ( الفترة الانتقالية ) التي تولتها شركة التنمية المحـلية لم تكـن باحسن حال .
ومعناه ان الدارالبيضاء وساكنتها لم تعـد تتحمل التأخـر الحاصل في خـدمات النظافة وجمع القمامــة المنزلية ، وانه على الجهات المعنية ان تكون على وعــي تام بان استمرار تدهور الخدمات الجمـاعية والوضع البيئي امر مقلق ولا يليق بالعاصمة الاقتصاديــة للبــلد الذي شارك بفعالية في قمـة ( كوب 22 ) ، والملتزم بانجاح ( مقررات قمة العمل الافريقية حول المناخ ) . فلابد من عمل ملمــوس وخطوات جريئة ومستعجلة لمعالجة اشكالية تدبيــر النفايات وبالطرق والاساليب الحـديثة التي تجعــل منها مجالا للتشغيل ومصـدرا للثــروة .