مننخب السينغال يحمل آمال قارة

انهزمت نسور نيجيريا أمام منتخب الأرجنتين في مباراة حارقة ، تأكد فيها أن الفائز في هذا المونديال ليس هو من يلعب ويفوز ، بل هو من يريد له أهل “الفار” الفوز ، واتضح أن تقنية “الفار” جاءت لتنقذ كبار المنتخبات من اي إقصاء ، قد يعصف بنسبة مشاهدة التظاهرة الأكبر كرويا في العالم ، وتبين أن كرة القدم باتت سوقا اقتصادية تجلب بلايير وملايير وتريليونات الدولارات والأورو ، وأن الشركات التي “تبيع وتشتري” في حقوق البث لها بصمتها في صنع النتائج ، فقد رأت ملايير العيون كيف أن لاعبا أرجنتينيا لمس الكرة بيده التي غيرت اتجاهها داخل رقعة المربع المحرم ، وحتى اللاعب تيقن من أنها ضربة جزاء ، ووحده حكم المباراة من رأى في ذلك حركة غير مقصودة ، وشرع في تبرير رفضه احتساب ضربة جزاء .
علما ان القانون يعفيه من تبرير قراراته ، المهم أرهق النيجيريون زملاء ميسي الذي لم يعكس مع منتخب بلاده حتى ربع مستواه مع برشلونة ، وبخروج نيجيريا تصبح المنتخبات الإفريقية الأربع قد شدت الرحال صوب أوطانها ، راجعة من حيث أتت ، تاركة التنافس ليس فقط للكبار في كرة القدم ، بل كذلك ” لأهل المعارف وباك صاحبي” في دهاليز الفيفا ، التي تفجرت فيها منذ سنين قصيرة أكبر عمليات فساد ورشوة وبيع الذمم ، وتحت ستار ” الروح الرياضية ” ، وسيفجر التاريخ قريبا تلك المؤامرات التي حيكت ضد “المنتخبات الصغيرة” ، على مستوى التحكيم وقبله على مستوى القرعة ، وقبل قلبه على مستوى التصويت على البلد المنظم ، ومهما جملت الفيفا تجاعيد وجهها سيظل قبيحا بشعا مخيفا ، يميل حيث ” الرشاوى تميل” ، وبخروج نيجيريا وركوبها قطار العودة إلى جانب المغرب ومصر وتونس .
يبقى المنتخب السينغالي موشحا بآمال القارة الإفريقية ، التي يبدو أنها تطعم أوروبا بالمواهب ، لكنها لم تقو على مد نفسها بمشاركات عالمية جادة ومستمرة ومتصلة ، لتبقى نتائجها الفعالة في كأس العالم تشكل مفاجآت من كأس لأخرى .
يواجه المنتخب السينغالي غدا الخميس نظيره الكولومبي وفي جعبته أربع نقط ، جمعها من فوز على بولونيا الثامنة عالميا ، وتعادل مثير أمام الروبوتات اليابانية ، ويكفي السينغاليون التعادل لتحصيل خمس نقط قصد العبور آمنين مطمئنين للدور الموالي ، وإسعاف حال كرة قدم قارة ظلت منبتا لنجوم الكرة ، تصدرهم إلى مختلف أنحاء العالم ، ويظهر على النخبة السينغالية قدرتها على حمل تطلعات إفريقيا من المغرب إلى جنوب إفريقيا ، ومن الصومال إلى السينغال ، فأسود السينغال أبنات عن مستوى مشرف في مبارتيها الأولتين ، ثم إنها كادت تحرز بطاقة العبور أمام المنتخب الياباني ، لكن “هوندا” أنقذ اليابان من هزيمة لمنتخب لا يعترف قاموس عاداته وتقاليده بشيء اسمه الفشل ، لتعلب السينغال وكل الأفارقة سينغاليين ، يهتفون بأسماء عناصرها ، وحظ موفق للسينغال ، أو لنقل “تقنية فار” موفقة للسينغال ، أو لنقل ” اللهم حنن قلوب قوم الفيفا على السينغال” .