الدار البيضاء : هذا ما دار في ندوة التطرف والكراهية

كازاوي
أجمع المتدخلون في ندوة فكرية عقدت أمس الثلاثاء بمقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالدار البيضاء، أن موضوعي التطرف والكراهية أضحيا ظاهرة كونية تستدعي انخراط الجميع ،كل من موقعه، من أجل التصدي لها بفعالية.
وشددوا في هذا اللقاء، المنظم من طرف الفيدرالية الجهوية لجمعيات المجتمع المدني بالدار البيضاء- سطات بشراكة مع الجريدة الالكترونية “نيوبريس 24” وبتنسيق مع المديرية الجهوية لقطاع الاتصال، على الدور الفعال الذي يمكن أن يضطلع به كل من قطاع الإعلام والقضاء لحماية المجتمع من الخطابات النابعة من الكراهية والتطرف، وذلك في اطار استقلاليتهما المهنية وتفاعلهما مع قضايا الشأن العام.
وتمت الاشارة بالمناسبة إلى أن المقاربة الأمنية في ظل الظرفية العالمية الراهنة ،وبالنظر للجسامة التي يطرحها هذا الموضوع، تتطلب تعزيزها بترسيخ ثقافة التواصل والحوار البناء والمثمر ، مع التفكير في الاهتمام بالرأسمال اللامادي كأداة فعالة لتحقيق التنمية الفكرية والثقافية في مختلف أبعادها ودلالاتها.
وأبرزوا أن خطاب الكراهية والتطرف بالرغم من كونه مرفوضا سياسيا وأخلاقيا، إلا أنه عرف في العقدين الماضيين امتدادا كبيرا خاصة في أوساط المجتمعات الغربية بفعل بروز خلفيات وميولات وتوجهات عنصرية ،فيما يستمد أسسه بالمجتمعات العربية من خلال التفسير الخاطئ للدين واستغلاله كعامل فكري للوصول الى اهداف ما سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو غيرهما.
وفي هذا السياق استعرض المشاركون سلسلة من المبادرات التي أقدم عليها المغرب في مكافحته للكراهية والتمييز والتطرف وفي تعزيزه لثقافة التسامح والتعايش والانفتاح وذلك من خلال إذكاء روح الوسطية والاعتدال في الدين والتشبث بالثوابت الوطنية فضلا عن جملة من الخطوات التي قطعتها المملكة والتي توجت بصدور دستور 2011.
وفي ظل هذه المداخلاتـ، تم التركيز على ضرورة ترسيخ مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان التي تبقى من أهم المقاربات الموضوعية الكفيلة بمناهضة الارهاب والتطرف ومكافحة كافة أشكال الكراهية وذلك الى جانب العمل على تقوية دور المؤسسات الدستورية وضمان استقلالية القضاء ودعم مبادرات المجتمع المدني وحرية الصحافة وارساء ثقافة ومبدأ الفصل بين السلط وكذا اعتماد سياسة محاربة الفقر والهشاشة والاقصاء الاجتماعي وتقوية الحكامة الامنية والنصوص التشريعية.
وقد عرفت أشغال هذه الندوة الوطنية، المتمحورة حول موضوع”دور الصحفي والقاضي في حماية المجتمع من خطاب الكراهية والتطرف”، مشاركة العديد من الفعاليات منها محمد الصبار الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الانسان ومحمد شرادو المنسق الوطني لمنتدى المغرب التعددي والقاضية امينة رضوان عضوة الودادية الحسنية للقضاة وسعيد خمري منسق الاجازة المهنية للصحافة القانونية والاقتصادية بجامعة الحسن الثاني إلى جانب فاعلين في المجتمع المدني والقطاع الإعلامي.