مجهودات ليدك متواصلة لإنجاز برنامج الأعمال الأولوية للقرب أكبر الاستثمارات في قطاعي الإنارة العمومية و التطهير السائل

شهدت مدينة الدار البيضاء الكبرى منعطفا استثنائيا أعقب الخطاب الملكي المؤرخ في 11 أكتوبر من السنة الماضية 2013. و هو الأمر الذي دفع سلطات العاصمة الإقتصادية إلى القيام بمجهودات إضافية و استثنائية في الآن ذاته من أجل الرفع من وتيرة إنجاز المشاريع الهيكلية انسجاما مع الانتظارات التي تتوق إليها الساكنة البيضاوية.
و من بين التوجهات الاستراتيجية التي سطرتها السلطات محليا، برنامج الأعمال الأولوية للقرب الذي أعطت ليدك انطلاقته منذ خمسة أشهر، و الذي يعد ورشا كبيرا يهدف إلى التقوية و التحسين السريع لخدمات توزيع الماء، الكهرباء، التطهير السائل و الإنارة العمومية المقدمة لساكنة الدار البيضاء الكبرى.
هكذا، فإلى غاية اليوم، انتهت كليا أشغال 125 مشروعا، ضمنها 84 مشروعا مخصصة للإنارة العمومية، و ذلك بفضل تعبئة جميع الأطراف المعنية. و من جهة أخرى، هناك 170 عملية في طور الإنجاز و 86 عملية قيد الدراسة التي تشرف على الانتهاء في أقرب الآجال. و بهذا الخصوص، أكد نيكولا أوجرو، مدير التنسيق بشركة ليدك : أن «تنفيذ برنامج الأعمال الأولوية للقرب يمتد في الفترة ما بين 2014-2015»، مشيرا إلى «أن غالبية الأعمال ستنتهي في الأشهر الستة المقبلة» و أن من المتوقع : «إنهاء 90% من المشاريع، أي حوالي 340 مشروعا في متم السنة».
و قد لوحظ بالنسبة لهذا البرنامج وجود تعبئة غير مسبوقة لجميع الأطراف المعنية، بحيث نظمت ليدك بين أكتوبر و دجنبر 2013 حوالي خمسين اجتماعا و زيارة ميدانية مع العمالات و الأقاليم و المقاطعات و الجماعات المتواجدة داخل المجال الترابي للتدبير المفوض. بحيث مكنت هذه اللقاءات مع السلطة المفوضة و ولاية الدار البيضاء الكبرى من تحديد المشاريع ذات الأسبقية حسب رهانات كل منطقة و المصادقة على مختلف محاور برنامج الأعمال الأولوية للقرب، مما مكن من وضع برنامج أعمال طموح يهدف إلى إنجاز 381 مشروعا، في بضعة أشهر فقط.
من جهته، أوضح جان- باسكال داريي، مدير عام ليدك : أن «برنامج الأعمال الأولوية للقرب يمثل مجهودا استثنائيا تقوم به المقاولة في مستوى الانتظارات الواردة في الخطاب الملكي المؤرخ في 11 أكتوبر الأخير. إنها تعبئة غير مسبوقة لجميع مديريات و مهن ليدك».
في هذا السياق، التزمت المقاولة إلى جانب السلطات و المنتخبين للاستجابة للمتطلبات الأولوية لجهة الدار البيضاء الكبرى. و قد تم بالتالي تخصيص غلاف مالي قدره 560 مليون درهم (خارج الضرائب) لإنجاز هذا البرنامج الكبير، خاصة أن برنامج الأعمال الأولوية للقرب يتضمن خمسة محاور، و مجموعة من التدابير و له هدفان رئيسيان، أولهما مضاعفة الجهود لإدخال تحسينات سريعة على البنيات التحتية للخدمات الأساسية المقدَّمة (توزيع الماء و الكهرباء، خدمات التطهير السائل و الإنارة العمومية)، و ثانيهما تسهيل الولوج إلى هذه الخدمات الأساسية لفائدة الفئات المعوزة.
و يشمل هذا البرنامج 381 مشروعا باستثمار إجمالي يبلغ 560 مليون درهم، ضمنها 34 مشروعا في مجال التطهير السائل بغلاف مالي قدره 250 مليون درهم، و 218 مشروعا في مجال الإنارة العمومية باستثمار 138 مليون درهم، و 20 مشروعا في إطار عملية إنماء – المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 119 مليون درهم، إضافة إلى 81 مشروعا في مجال الطرقات و الشبكات بغلاف مالي قدره 34 مليون درهم، ثم 381 مشروعا من أجل عمليات التزويد الفردي بالخدمات باستثمار قدره 19 مليون درهم.
و يعتبر التطهير السائل المستفيد الرئيسي من برنامج الأعمال الأولوية للقرب باستثمار قدره 250 مليون درهم، حيث هناك 34 مشروعا تمت برمجتها من أجل ربط حوالي 000 17 سكن بشبكة التطهير العمومية، ضمنها 75% تتواجد في منطقة دار بوعزة التي تم مؤخرا تجهيزها بشبكة جماعية. انطلق الورش بهذه المنطقة، و سوف يمتد على مدى سنتين. و تتواجد المناطق الأخرى المعنية في بوسكورة و عمالات المحمدية، أنفا و عين السبع الحي المحمدي. و تستهدف الأشغال على الخصوص، جميع التجزئات المتواجدة و المأهولة بالسكان منذ سنوات عدة و التي تم الترخيص لأغلبها بمنظومات خصوصية للتطهير السائل (حفر صحية، إلخ). الهدف الأساسي لهذه العمليات هو تحسين نسبة الربط بشبكة التطهير السائل و حماية البيئة و الساحل من مقذوفات المياه العادمة.
و يهم المحور الثاني من برنامج الأعمال الأولوية للقرب، الإنارة العمومية بغلاف مالي إجمالي قدره 138 مليون درهم، و تتمثل أولويته في تأهيل الشبكة بالمناطق المدارية التي أصبحت خاضعة للتدبير المفوض منذ أبريل 2013. و تهدف المشاريع التي يبلغ عددها 218 مشروعا، إلى تأمين المنشآت و توسيع الشبكة و تجديد الأعمدة المتلاشية و إصلاح المصابيح المطفأة. هكذا، سيتقوم ليدك بتركيب 20.000 مصباح (مصباح زائد الصندوق) و 7.000 عمود و 175 كلم من الأسلاك. و بالتالي سيتم في ظرف ستة أشهر، استثمار ما يعادل ست سنوات من الاستثمارات.
يعد تأهيل شبكة المناطق المدارية المشروع (بميزانية قدرها 38 مليون درهم) الأكثر أهمية في هذا المحور. و تشمل هذه المناطق لوحدها 21.500 نقطة ضوئية، مما رفع حضيرة الإنارة العمومية التي تقوم ليدك بتدبيرها بنسبة 18% مقارنة مع سنة 2012. و في هذا الإطار يؤكد محمد المشهوري، مدير الإنارة العمومية بشركة ليدك : أن «نسبة الجاهزية كانت منخفضة جدا في هذه الأحياء و لم تكن بالكاد تتجاوز 60% في أغلب المناطق. بفضل تدخلنا، بلغت هذه النسبة اليوم 90%». و خلال رصد لهذه العمليات، لوحظ أن جميع الأطراف المعنية و ضمنها الجمعيات المحلية راضون على إسناد هذه الخدمة للمفوض له، بحيث وجهت رسائل شكر كثيرة للمقاولة و عرفت نسبة رضى الزبناء تحسنا واضحا خلال الشهور الأخيرة.
و في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH) التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك محمد السادس سنة 2005، أحدثت ليدك مشروع إنماء- المبادرة الوطنية للتنمية الشبرية. و بفضل هذا البرنامج، تستفيد العديد من المساكن المتواجدة بأحياء السكن غير اللائق (التي قررت السلطات إبقاءها في المكان نفسه) من الولوج بالمنزل إلى خدمات الماء الشروب و التطهير السائل. في سياق العمليات السابقة التي أطلقتها ليدك، خصص برنامج الأعمال الأولوية للقرب غلافا ماليا قدره 119 مليون درهم لـ 20 عملية استعجالية. مما سيمكن 8.930 سكن من الربط بالشبكات، خاصة في إقليمي النواصر و مديونة و عمالتي الحي الحسني و عين الشق.
و من بين المشاريع الرئيسية التي هي في طور الإنجاز، هناك مشروع دوار «احمادات» التابع إلى الجماعة القروية المجاطية أولاد الطالب (إقليم مديونة). و من شأن هذه العملية القضاء على مشكل يستمر منذ مدة طويلة و ستمكن 1.500 ساكن حالي، و 3.500 ساكن في نهاية المطاف (يتحدرون من دوار الحفاري)، من الولوج إلى خدمة تطهير المياه العادمة. و يشمل المشروع إنجاز أشغال الحفر، و وضع القنوات و المصارف و تشغيل خنادق ترشيح المياه العادمة المعالجة الآتية من الحفر الصحية الجماعية.
و للقضاء على النقط المعرضة للفيضانات، توقع برنامج الأعمال الأولوية للقرب أيضا إنجاز 81 مشروعا للطرق و تجديد الشبكات، و ذلك بمبلغ استثماري قدره 34 مليون درهم. و تتمثل عمليات الطرق بالأساس في إصلاح الطرق المرتبطة بالأشغال المنجزة من طرف ليدك، و في إعادة تأهيل أجزاء الطرق التي تضم مداخل منشآت شبكات الماء و التطهير (أغطية، إلخ). و تهدف عمليات تجديد و تقوية الشبكات إلى القضاء على النقط المعرضة للتدفقات القوية، و إزالة أسلاك الكهرباء النحاسية العارية و تغيير الأعمدة الكهربائية المتلاشية.
و من بين المشاريع الـ 29 المنتهية، هناك مشروعان تم إنجازهما على مستوى عمالة الفداء مرس السلطان. و يتعلق الأمر بمشاريع «إبن خلدون»، «حي الداخلة – زنقة قاضي لمتوري» و«درب الفقراء»، و نقطتين حساستين تمت إزالتهما بفضل برنامج الأعمال الأولوية للقرب. و تضمنت الأشغال وضع قنوات مجمعة و غيرها، و التي ستمكن بذلك من تقوية شبكة التطهير السائل و محاربة الفيضانات.
في الأخير، يشمل المحور الخامس و الأخير من برنامج الأعمال الأولوية للقرب إنجاز 28 مشروعا تهدف إلى الربط الفردي بالماء الشروب (مناطق مجهزة بشبكات جماعية) و بالكهرباء (أحياء الصفيح). و تقدر تكلفة هذه العمليات التي سيستفيد منها 12.000 سكن، بـ 19 مليون درهم. و بفضل الأعمال الجارية، ستتمكن الساكنة المعنية، المقيمة على الخصوص بعمالتي سيدي البرنوصي و المحمدية، من الولوج بالمنزل إلى خدمات الماء و الكهرباء. و ستستفيد هذه الساكنة على إثر تركيب عدادات فردية، من راحة أفضل في الاستعمال و التحكم في استهلاكها. و ضمن المشاريع الـ 28 المبرمجة، انتهت إلى غاية اليوم أشغال خمسة مشاريع، و خمسة أخرى في طور الدراسة بينما أن 18 مشروعا هي في طور الإنجاز، من بينها، عملية كبرى تنجز في الحي الصفيحي «البويه» التابع لمقاطعة عين السبع و التي سيستفيد منها 2.000 سكن.