بسبب حكم قضائي: مشروع “أبواب البحر بالمنصورية” في مهب الريح

يبدو أن المشروع السكني “أبواب البحر بالمنصورية”، التابعة لإقليم بنسليمان، الذي أشرفت على بنائه “ودادية الحمد السكنية بالمنصورية” ، يسير نحو المجهول، في ظل إصرار أعضاء مكتب الودادية، على رفضهم استكمال أشغال المشروع، بعد أن غادروا السجن قبل أسابيع، بالرغم من تشبت أغلبية المنخرطين ( حوالي 160 منخرط من أصل 180 منخرطا) بهم، والتعبير عن تضامنهم معهم في محنتهم، حيث قضت المحكمة الابتدائية ببراءتهم من جنح النصب والاحتيال وخيانة الأمانة، وحكمت على الرئيس وأمين المال بخمسة أشهر حبسا نافذا بسبب سوء التدبير للمشروع، وعلى الكاتب العام ومستشار بأربعة أشهر حبسا موقوف التنفيذ بنفس التهمة (سوء التسيير).
أكثر من ذلك، وما يزيد الأمر تعقيدا، فرغم اقتناع أغلبية المنخرطين ببراءة أعضاء مكتب الودادية مما نسب إليهم، واستعدادهم للوقوف أمام القضاء الاستئنافي للإدلاء بشهاداتهم، دعا رئيس الودادية لجمع عام استثنائي من أجل مناقشة نقطة استقالة أعضاء مكتب الودادية، وذلك يوم السبت 04 مارس 2023 على الساعة الحادية عشرة صباحا بمقر مشروع الودادية.
ومن المنتظر، أن يشكل هذا الجمع العام الاستئنائي منعطفا حاسما في مستقبل هذا المشروع السكني، الذي وصلت الأشغال فيه نسبة 99 في المائة، بشهادة الخبير المختص الذي عينه قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بابن سليمان، وكذا من خلال تقرير المهندسة المعمارية المشرفة على المشروع، وأن 99 في المائة الثابتة تهم الأجزاء المفرزة أي شقق المنخرطين، ولا علاقة لها بالأجزاء المشتركة من حديقة ومسبحين وممرات، لكون عقد الانخراط بين الودادية وكل منخرط هي بناء شقة نصف مجهزة “سومي فيني فقط، ولا يشمل المبلغ الذي يساهم به المنخرط في الأجزاء المشتركة”
كما أن 160منخرطا لايترددون في التعبير عن رضاهم الكامل عن المشروع، ومنهم 100 منخرط تسلموا شققهم نصف مجهزة وشرعوا في تشطيبها (فينيسيون) من مالهم الخاص حسب عقد الانخراط.
وإذا كان أغلب المنخرطين، سيتشبتون بأعضاء المكتب وسيجددون الثقة فيهم،وهو الأمر الذي يعبرعنه أغلبية المنخرطين علانية في تصريحاتهم لمجموعة من وسائل الإعلام، واستقبالهم لأعضاء المكتب المسير بعد استكمال عقوبتهم الحبسية، بالورود والزغاريد، وتنظيم حفل خاص بهم، إلا أن بعض أعضاء المكتب من وجهة نظرهم ونظرا لاعتقالهم دون دليل، ونظرا لما عانوه طيلة مدة اعتقالهم، إضافة لضغط أسرهم، فإن استقالتهم جاهزة، ولا ينتظرون سوى قبولها من طرف الجمع العام الاستثنائي.
ويبقى أمل الجميع، أن لاتتوقف مسيرة الودادية بعد أن توقفت الأشغال منذ شهور في انتظار نتائج هذا الجمع الاستثنائي الذي يراهن عليه الجميع أن يكون مناسبة للتعبير عن تضامن المنخرطين مع أعضاء المكتب المسير و”الضغط” عليهم من أجل أن يستمروا في تحمل مسؤولية تسيير الودادية، خصوصا وأن المشروع يوشك على نهايته.