الملتقى الدولي للشاي بأكادير

ابو نضال
تحت شعار ” الشاي المغربي .. رمز الكرم والضيافة “، تستعد مدينة أكادير المغربية لإحتضان أولى دورات الملتقى الدولي للشاي في الفترة الممتدة من 19 إلى 21 أكتوبر 2018 والذي تنظمه كل من جمعية فلامون للفن والتنمية السوسيوثقافية ومؤسسة kara eagle.
وحسب بلاغ للمنظمين، فقد أبدع الشعب المغربي في تحضيرالشاي الذي يطلق عليه اسم “أتاي”. وقد أصبح تقليداً من تقاليد البلاد، إضافة إلى اعتباره مشروباً قومياً وسياحياً يوظف في الكثير من الإعلانات السياحية للترويج للبلد المعروف بكرم الضيافة، إذ أصبح الشاي في المغرب يحظى بمكانة خاصة ليس فقط على الموائد قبل وجبات الطعام أو بعدها وإنما أيضا كتراث شعبي، بل إنه في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية تختزل جلسات الشاي الحياة الاجتماعية برمتها.
ولعل ما يلفت الانتباه في طريقة تحضيره وتقديمه هي جمالية الأدوات الخاصة به، فالصينية والبراد، مصنوعان من معدن الفضة الخالص، أومعدن يشبهه، ويكونان مزخرفين بنقوش يدوية أبدعتها أنامل الصناع التقليديين . و”البراد” يتخذ شكلاً مميزاً وشامخاً، كما ترافق الصينية والإبريق أدوات أخرى يطلق عليها “الربايع”، وهي ثلاث علب من المعدن نفسه، تكون مخصصة للشاي والسكر والنعناع، أما بالنسبة للكؤوس، فتلك حكاية أخرى لا تقل سحراً وجمالية .
كوب الشاي، باختلاف أنواعه وطرق صنعه، ليس مجرد مشروب بل جزء من الحياة اليومية للملايين حول العالم، إذ يعتبر الشاي أكثر المشروبات قبولاً في العالم، فالبعض يفضله لمذاقه اللذيذ أو لفوائده العلاجية، وآخرون يجدون فيه منبه للذهن ومنشط للجسم، وفي النهاية يحتفظ بسحر خاص يدفعه إلى المقدمة بين كافة المشروبات الأخرى باعتباره جزءاً من تاريخ وثقافة كثير من الشعوب.
ويعد الشاي من المشروبات الأكثر استهلاكاً على الأرض بعد الماء، حتى أنه يجد شهرة في كثير من الثقافات وفي العديد من المناسبات الاجتماعية المختلفة، وقد وصل الأمر إلى ظهور ما يسمى (بحفلات الشاي) وخاصة في الصين واليابان وفيها يتم التفنن في إظهار أنواع الشاي وطرق إعداده الحديثة، وفي الشرق الأوسط الذي يلعب فيه الشاي دوراً رائداً في اللقاءات الاجتماعية.
الملتقى الدولي للشاي يعتبر فرصة هامة لإبراز الثقافات والتقاليد التي يساهم فيها الشاي المغربي إضافة لكونه فرصة هامة لجلب عشاق الشاي من مختلف قارات العالم مما سيساهم في الترويج بمدينة الانبعاث – أكادير – كوجهة سياحية عالمية، لا سيما وأن ضيف شرف الدورة الأولى للملتقى هي دولة الصين والتي تعد أكبر مكان في العالم لزراعة الشاي خاصة الشاي الأخضر، كما ان لها تاريخ طويل في زراعته يمتد الى أكثر من خمسة آلاف عام، والشاي في الصين القديمة كان يستخدم كدواء أكثر منه مشروب.
وتعد الصين من أوائل وأهم الدول في تصدير الشاي في العالم، حيث بلغ انتاجها نحو 1.2 مليون طن في عام 2008.