كرة القدم وصداها

الأصل في كرة القدم أنها رياضة ووسلية للتسلية والترفيه ، ومن باب الترويج بها عن النفس وإسعاده ، والترويح بها عن القلب ، وكسبها نشاطا تجدد به طاقاته ..
إلا أنها اصبحت بها جنون وهوس ، وامست عملة وأداة للإغراء والإلهاء ، بين الفاعلين الرياضيين والاقتصاديين والإعلاميين والسياسيين .. بصناعة سياسية لالهاء الشعوب ، وصناعة ربحية لاستنزاف الثروات ، تتصدر قائمة الأولويات في برامج المؤسسات الحكومية ، وتوضع لها ميزانيات مالية ضخمة ، تفوق البنيات الأساسية من تعليم وصحة وغيرها ، بل على إثرها تضبط المشاريع التنموية والاقتصادية من بنية تحتية وعمرانية وسياحية ، وقد انقسمت الشعوب إلى فرق وألوان بالتعاطف والتأييد والولاء ، أو بالمعارضة والعداء ، غلب عليها الاختلاف والتشاحن والتراشق ، والتطاحن والاصطدام ، والتعصب والصراع ، واضحت وسيلة لغسل الأدمغة الناضجة وعطالة العقول المفكرة ، والاستيلاء عليها وتجهيزها !! ثم الإهمال والإغفال على قضايا الأمة المصيرية. هذا الإدمان الكروي هو افيون للشعوب الفقيرة والضعيفة التي
تراكمت فيها سلبيات قاتلة وسلوكيات منحرفة ، اولاها الارتقاء بالنجومية الرياضية ، والاهتمام والاقتداء بها ، ونتيجتها الهدر المدرسي ، بدل الاهتمام العلمي وأفول الطاقات العلمية الأكاديمية ، والاكتراث للملاعب الرياضية الفارهة وعدم الإعتناء بالمستشفيات الصحية والبنية التحتية الأساسية والضرورية ، ولعل دول أمريكا اللاتينية أكثر منا أقدمية ونجومية في كرة القدم ؛ قد تفشت فيها الأمية والجهل والفقر والتخلف ، مقابل أساطير عالمية في التسلية والفرجة تمخضت عليها ، انقلابات عسكرية دموية ؛ عززت مكاناها وسلطتها الغير الشرعية بناء على تنظيم بمباريات كروية عالمية !!
واراجعكم إلى بروتوكولات حكماء صهيون في الفقرة السابعة عشر : ” إننا سنُغرق العالم في جنون المباريات الرياضية ، حتى لا يصبح للأمم ولا للشعوب اشتغال بالأشياء العظيمة ، بل ينزلون إلى مستويات هابطة ، ويتعودون على الإهتمام بالأشياء الفارغة ، وينسون الأهداف العظيمة في الحياة ، وبذلك يتمكن اليهود من تدميرهم ”
والكلام طويل والصمت أفضل ، ولسنا ضددها وتبقى في مكانتها للتسلية والبهجة في وقت فراغنا الثالث ونبارك للإنجازات الوطنية والمحلية مع مزيد من العطاء والتألق