اقتصاد

الدار البيضاء … الكتاني: أفريقيا مبعث أمل للنمو العالمي

أكد الرئيس المدير العام لمجموعة التجاري وفا بنك محمد الكتاني ، اليوم الخميس في الدار البيضاء ،أن إفريقيا ما تزال تشكل مبعث أمل لنمو الاقتصاد العالمي، بالنظر إلى حالة الغموض التي تكتنف المشهد الدولي .

و قال الكتاني، في كلمة له خلال افتتاح النسخة السادسة للمنتدى الدولي لإفريقيا والتنمية المنظمة تحت شعار ” عندما يلتقي الشرق و الغرب”، أنه إذا كان الاقتصاد العالمي قد عاش على إيقاع مرحلة توسع في عام 2018 ، فيبدو أن العالم قد دخل في مرحلة من ضيق التنفس وعدم اليقين (…)، وفي ظل هذا المشهد العالمي الذي تسوده حالة من الغموض ، تظل إفريقيا على الطريق الصحيح، لتصبح مبعث أمل للنمو العالمي “.

و في الواقع ، يضيف الكتاني ، فمن المتوقع أن يرتفع معدل النمو في إفريقيا من 5ر3 في المائة سنة 2018 إلى 4 في المائة سنة 2019 ، خاصة مع تراجع معدلات التضخم، حيث انخفض المعدل المتوسط من 6ر12 في المائة سنة 2017 إلى 9ر10 في المائة سنة 2018 ، مع امكانية أن يتراجع أكثر إلى حدود 1ر8 سنة 2020 ، مبرزا أن الوضعيات المالية تتحسن تدريجيا ،حيث تمكنت العديد من البلدان من تقويم ميزانياتها من خلال زيادة إيرادات الضرائب وتخفيض المصاريف أحيانا.

واستطرد قائلا ” مع ذلك ، لا ينبغي أن يحجب هذا التطور الإيجابي بعض نقاط الحدر ، ولا سيما الزيادة في مستويات المديونية (53 في المائة من الناتج الداخلي الخام في إفريقيا) أو التدهور المستمر، منذ نهاية العقد الأول من القرن العشرين ، في الأرصدة الخارجية ذات الصلة بالميزان التجاري الجاري ، والذي يتعين السيطرة عليه حتى لا يهدد جدوى الدين الخارجي “.

وأشار، في هذا الصدد، إلى أن “هذا المزيج من الفرص والتهديدات التي تواجه قارتنا يؤكد الحاجة إلى مباشرة إصلاحات هيكلية، وتعميق التكامل الاقتصادي أكثر من أي وقت مضى من أجل زيادة تحرير الطاقات الإبداعية المنتجة للثروة والقيم “.

ومن جهة أخرى، شدد الرئيس المدير العام لمجموعة التجاري وفا بنك على أهمية التكامل القاري ، مبرزا أن “الأجندة المؤسسية تتجه بالفعل نحو التكامل (44 من 54 دولة إفريقية تشارك فعليا في أكثر من تجمع اقتصادي إقليمي بدرجات متفاوتة من التكامل وإمكانات كبيرة للدعم، علاوة على ترشح المملكة المغربية للانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول إفريقيا الغربية (سيدياو) ، واتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، ولكن يجب علينا تسريع الوتيرة بفضل مشاريع ملموسة بين الشرق والغرب التي تبين الطريق “.

واعتبر أنه يمكن بالتالي لإفريقيا أن تشكل الأساس لسوق قاري تنافسي، و تبرز كمركز أعمال معترف به دوليا ، حيث تقدم للمستثمرين والمقاولات الصغيرة والمتوسطة ،والمقاولات الكبرى، أسواقا أكثر اتساعا، مع اقتصاديات ذات حجم كبير وتداعيات إيجابية بين البلدان غير الساحلية والبلدان الساحلية.

وأوضح الكتاني أن هذا الأمر يتطلب اعتماد إصلاحات محددة و تلقائية من خلال الحد من الحواجز التعريفية وغير التعريفية، وتطوير البنية التحتية للتوصيل والخدمات اللوجستيكية، علاوة على معالجة إشكاليات تنقل اليد العاملة و اندماج الأسواق المالية.

كما شدد على أن ريادة الأعمال والشباب و التحول الرقمي، تشكل مجتمعة مستقبل القارة، ومصدر الأمل والابتكار والثروة الكبيرة ، مشيرا إلى أن 29 مليون شاب سيلجون سوق العمل كل عام بحلول سنة 2030 ، وأنه بحلول سنة 2034 ، ستكون إفريقيا صاحبة أكبر ساكنة نشيطة في العالم، بغجمالي 1ر1 مليار شخص ، أي أعلى من الصين أو الهند.

و لاحظ الرئيس المدير العام لمجموعة التجاري وفا بنك أن مستقبل إفريقيا يمر عبر نسائه ، مبرزا أنه من خلال برنامج دعم النساء الافريقيات رائدات الأعمال، سيقوم منتدى افريقيا للتنمية 2019 بإبراز المساهمات و التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لريادة المرأة في القارة الإفريقية .

وتنعقد الدورة السادسة للمنتدى الدولي لإفريقيا والتنمية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مدى يومين، بمبادرة من صندوق الاستثمار الإفريقي المدى ، المساهم المرجعي لمجوعة التجاري وفا بنك .

ويشكل هذا المنتدى ، الذي اختار سيراليون كضيف شرف ، فضاء مرجعيا للحوار ، والنهوض بالاستثمارات والتجارية بين البلدان الإفريقية .

ويشارك في هذا المنتدى أزيد من 1500 من الفاعلين الاقتصاديين من عدة بلدان إفريقية، منها الكامرون والكوت ديفوار ومصر وإثيوبيا وكينيا ومالي والمغرب ورواندا .

ويركز المشاركون في هذه التظاهرة على دراسة سبل تفعيل التكامل داخل القارة من حيث خلق القيم والفرص ، عبر تنظيم أربع جلسات عامة تهم مواضيعها “تسريع التكامل الإقليمي، و زيادة خلق القيمة” ، و”كيفية إعادة تموقع الشباب الإفريقي لخلق القيمة؟” ، و”دعم النساء الإفريقيات رائدات الأعمال “و” الأثر الإيجابي المحفز على النمو التضامني و المسؤول “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى