بالنسبة إلى الكثيرين فإن مطار محمد الخامس هو الأحسن بالمغرب إذ يحتل الرتبة الأولى محليا والرابعة إفريقيا، والأكيد أنهم يقولون هذا الكلام لأنه لم يروا من هذا المطار إلا المحطة 1 والمحطة 2، أما إذا عاينوا المحطة الثالثة التي تخصص للحج والعمرة، بالنسبة إلى الرحلات غير المقررة، فأكيد أن كلامهم سيتغير وسيعتبرونها مخصصة لكل شيء إلا للإركاب.
والأدهى أن الموسوعة العالمية “ويكبيديا” لا تعترف بوجود محطة 3، بل محطتين فقط “الأولى يتم تخصيصها لجميع شركات الطيران الدولية، وجرى توسيع هذه المحطة الجوية لتنتقل الطاقة الاستيعابية بها من 7 الى 14 مليون مسافر
وتحتوي على 12 رصيفا متحركا تسهل التنقل داخلها وفي اتجاه المحطة الجوية 2 المخصصة للخطوط الملكية المغربية”، انتهى كلام الموسوعة.
يوم الجمعة الماضي، فرض على أكثر من مائة معتمر أن يغادر المحطة الثالثة إلى المحطة الأولى بعد أن جرى تغيير بالنسبة إلى إحدى الرحلات.
والانتقال من الثالثة إلى الثانية أو الأولى بمطار محمد الخامس يتطلب مجهودا كبيرا ومدة زمنية قد تصل إلى الساعتين، لأن “التيرمينال 3” هو “الخلا” بمطار محمد الخامس، هكذا هي الصورة، كما عاينتها “الصباح”.
وصل أحد المعتمرين على متن سيارة أجرة من الحجم الكبير، أدى ثمن الرحلة من وسط البيضاء ب 150 درهما، وبعد مغادرة السيارة اكتشف أن رحلته تغيرت إلى محطة أخرى، لم يبد أي اعتراض فهو في الطريق إلى غسل ذنوبه بالديار المقدسة والغضب لا مكان له، لكن كل شيء سيتحول بعد أن يدرك أن “باركينغ” المحطة لا يوفر أي خدمة ولو تعلقت بسيارة أجرة، ليظل مشدوها لا يعلم ما يفعل خصوصا بعد أن علم أن المحطة المقصودة بعيدة جدا، ولم ينقذ الرجل من “الحصلة” إلا وجود معتمر رفقة أخيه اقترحا عليه نقله رفقتهما.
والسبب في “الحصلة” أنه بالمحطة كلها هناك فقط بائع عشوائي على دراجة ثلاثية العجلات يبيع قنينات الماء بخمسة دراهم والمونادا ب 6 دراهم وأكواب القهوة السوداء بثلاثة دراهم فقط. وغير ذلك ف”الخلا” بما تحمله الكلمة من معنى، بل لا يوجد في مدخل المحطة ولو كرسي واحد أو موظف واحد للمكتب الوطني للمطارات، كل ما هنالك دركي وعنصر من القوات المساعدة، لا أقل ولا أكثر.
أحد الذين رافقوا معتمرا وصف الوضع بكلمات “محطة ولاد زيان أرحم على الأقل توفر كراسي يرتاح عليها المواطنون ومحلات لبيع المشروبات، أما في المحطة الثالثة فكأنك في مطار إحدى الدول الإفريقية سنوات السبعينات”.