تعاقدات الوداد والرجاء…ملايين الدراهم صاط فيها الريح دون فائدة

أبرم فريق الوداد والرجاء تعاقدات كثيرة برسم الموسم الحالي، بعضها تم خلال المركاتو الصيفي، كما عزز الفريقين صفوفهما بعدة لاعبين خلال المركاتو الشتوي.
حمى التعاقدات والانتدابات التي قام بها الفريقان، كلفت ميزانيتهما ملايين الدراهم، دون تحقيق نتائج تبرر صرف ملايين الدراهم، على التعاقد مع لاعبين جدد أغلبهم من القارة السمراء.
اللافت للانتباه، أن فريق الوداد البيضاوي الذي تعاقد مؤخرا مع لاعب نيجري بصفقة كبيرة، بات يضم بين صفوفه ثمانية لاعبين أجانب مما يفرض عليهم التخلي عن لاعب واحد، من أجل ملاءمة وضعه مع القانون المنظم لعدد اللاعبين المحترفين الأجانب من جنسية غير مغربية.
سعي الفريقين إلى تحقيق نتائج جيدة بشكل سريع، فرض على إدارة الوداد والرجاء التعاقد دون معايير وضوابط، وهو ما يؤكده تواضع مستوى اللاعبين الأجانب بصفوف الفريقين والذين لا يقدمون الإضافة المرجوة والتميز الذي يمكن الفريقين من تبرير ملايين التعاقدات التي تنهك ميزانية الفريقين.
السعي إلى الحصول على الألقاب بسرعة وضغط الجماهير وصراع الناديين بات يشكل ضغوطا سلبية على الفريقين، وهو ما يفسر ضعف مردودية اللاعبين المتعاقد معهم.
تلاعبات الوسطاء ووكلاء اللاعبين، وغياب لجان تقنية لتقييم مستوى اللاعبين الذين يستقطبون لتعزيز صفوف الفريق الأخضر والأحمر، عوامل أسقطت الفريقين في تعاقدات فاشلة.
تعاقد الرجاء والوداد مع عدد كبير من اللاعبين الأجانب، يأتي على حساب تهميش أبناء مدرستي الفريقين والمواهب الوطنية، والتي تحصل على رواتب صغيرة وأجور أقل من اللاعب الأجنبي، رغم ارتفاع مردودية اللاعب المحلي.
تراجع مستوى الفريقين وعدم قدرتهما على مقارعة كبار القارة، يؤكد أن ظاهرة التعاقد مع الأجنبي، يجب أن تخضع لمعيار المردودية وخلق الفارق في صفوف الفريق، عوض جلب لاعب إفريقي يلعب ببطولة محلية وبمبالغ مالية كبيرة، يضيع على الفريقين استغلال خزان اللاعبين الذين تنجبهم مدرستي الفريقين.
حصيلة الفريقين المحلية والإفريقية، تؤكد أن سياسة التعاقد مع اللاعبين المحترفين يجب أن يعاد فيها النظر، حتى تصبح هذه العملية وسيلة لتحسين مستوى أداء الفريقين وترشيد صرف الاعتمادات المالية التي يبقى اللاعب المحلي أولى بها.