انطلاق البطولة الدولية الثانية للشطرنج لجمعية مهندسي المدرسة الحسنية للأشغال العمومية

انطلقت، أول أمس السبت بالدار البيضاء، فعاليات النسخة الثانية من البطولة الدولية للشطرنج، التي تنظمها جمعية مهندسي المدرسة الحسنية للأشغال العمومية، بمشاركة أزيد من 200 لاعب ولاعبة يمثلون 11 بلدا.
وتندرج هذه البطولة، المنظمة بشراكة مع الجامعة الملكية المغربية للشطرنج ونادي الشرف الجديدي، والمعتمدة من قبل الاتحاد الدولي للشطرنج، في إطار الرغبة في جعلها موعدا سنويا يجمع بين الرياضة والتميز الأكاديمي والاستراتيجية.
ويعد هذا الحدث، المنظم على مدى يومين، تكريما لعبد اللطيف فوزي، خريج المدرسة الحسنية للأشغال العمومية (دفعة 1993)، الذي بصم على مسيرة لامعة في رياضة الشطرنج بالمغرب.
وبهذه المناسبة، قال مدير البطولة، عبد المجيد منيب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “هذه البطولة تجسد قيما أساسية نأمل في نقلها إلى الأجيال القادمة وهي الانضباط والاستراتيجية والمثابرة”.
وأشار إلى أن “مشاركة أكثر من 200 لاعب ولاعبة من 11 دولة، من بينهم أكثر من 20 أستاذا كبيرا وأستاذا دوليا، تجسد حجم هذه البطولة وتؤكد على المكانة المتنامية التي يتبوأها المغرب في الساحة الدولية للشطرنج”.
ووفقا للسيد منيب، فإن البطولة تتضمن ثلاث فئات، وهي بطولة دولية سريعة وخاطفة للاعبي الاتحاد الدولي للشطرنج، وبطولة سريعة مخصصة للاعبين المصنفين تحت 1800 ELO، وبطولة سريعة جامعية، موضحا أن البطولة يشرف عليها فريق فني وتحكيمي رفيع المستوى بقيادة لوران فرايد وهو حكم دولي تابع للاتحاد الدولي للشطرنج.
من جانبه، أكد حسن بكوري، نائب رئيس جمعية مهندسي المدرسة الحسنية للأشغال العمومية، أن “هذه البطولة تتجاوز مجرد المنافسة الرياضية، فهي بمثابة تكريم قوي للقيم التي توحد الشطرنج والهندسة واتخاذ القرارات الاستراتيجية”.
وأشار إلى أن هذا الحدث يجسد فلسفة عميقة ترتكز على واجب الذاكرة تجاه أولئك الذين ساهموا بشكل كبير في التقدم الجماعي، سواء في المجال الرياضي أو الجمعوي أو التكنولوجي. وانطلاقا من هذه الروح، اختارت الجمعية في سنة 2023 تكريم شخصية فريدة، في شخص عبد اللطيف فوزي.
من جهتها، أشادت رئيسة الجامعة الملكية المغربية للشطرنج، بشرى القادري، بهذه المبادرة التي تحتفي بالذاكرة والحركة والذكاء الجماعي، مشيرة إلى أن هذه البطولة تشكل نموذجا لما يمكن أن تقدمه الرياضة عندما ترتكز على قيم متينة.
وعلى هامش حفل إطلاق البطولة، جرى تنظيم مائدة مستديرة تحت شعار” الشطرنج واستراتيجية الأعمال”، جمعت خبراء ومسؤولين ومهندسين وشغوفين – من بينهم مولاي إدريس العلوي المدغري، وزير الشباب والرياضة الأسبق، والأكاديمي والراعي الفخري لهذه النسخة – لاستكشاف أوجه التشابه بين التفكير الاستراتيجي على رقعة الشطرنج واتخاذ القرار في العالم المهني.
وبحسب المتدخلين، فإن لعبة الشطرنج واستراتيجية الأعمال تتقاسمان نفس الأرضية الفكرية، حيث يجتمع التوقع والتحليل واتخاذ القرار تحت الضغط، مشيرين إلى أن التوتر بين الصبر الحسابي للاعب الشطرنج والمرونة المطلوبة من صانع القرار الحديث يفتح حوارًا خصبًا حول كيفية إثراء هذه المهارات المتداخلة لتدريب القادة والمهندسين في المستقبل.