الرأي

محاماتنا تنادينا يوم 28 أكتوبر ولن نولي يوم الحشد

▪︎محمد الشمسي

تنظم هيئة المحامين بالدارالبيضاء يوم 28 أكتوبر، ندوة بنادي المحامين ببوسكورة، أهمية الندوة تكمن في نقطتين، أولاهما أنها وطنية بمعنى أنها تتجاوز الطابع المهني المحلي على مستوى استئنافية الدارالبيضاء بامتدادها، لتلامس الحدود الأربعة للوطن، ولتشمل كل الزملاء والزميلات من مختلف الهيآت، وثانيهما موضوعها الذي هو:
” لنترافع جميعا عن مهنة المحاماة”، وهي دعوة في صيغة الأمر بالترافع والدفاع عن المحاماة.
لعل سبب نزول تنظيم الندوة الوطنية هو أن الرادار المهني استشعر أخطارا حالة محدقة بالمحاماة، فثمة سيول تجري تحت جسر المحاماة، وأحجار تتهاطل على رأسها، حيث تكالب عليها الأكلة لخنقها وإفراغها من روحها، ثم تحنيطها ليصنعوا منها ديكورا يؤثث مسرحية المحاكمة العادلة أو “العاجلة”، وتقديمها أسيرة في غياهب وزارة العدل.
لعل الندوة صيحة استغاثة، تنادي فيها المحاماة أولادها وبناتها، تلوذ بهم في محنتها وضيمها وهي ترى القوم تواطؤوا عليها وتآمروا، ويوشكون على ذبحها على النُّصُب، وكادوا يفعلون.
يتوجب علينا معشر المحامين والمحاميات الحج يوم 28 أكتوبر بكثافة من كل فج ومن كل حي ومن كل عمالة ومن كل زقاق، من كل شارع من كل حومة، نحج بالآلاف، حتى لا تسعنا قاعة الاجتماع، فنفترش الأرض، ونتزاحم تزاحم الحجاج يوم عرفة، في يومنا وفي وقفتنا، بغضبنا المشروع، وقلقنا الرصين، واضطرابنا الحكيم، يتأبط كل واحد منا ما تراكم لديه من سؤال و مقترح وعرض وفكرة وحلم وطموح ووجع.
ليكن يوم 28 أكتوبر رباطنا ومحطتنا وخندقنا ومعسكرنا المهني، الذي نصف فيه الصف، ونرتب الخطط، ونسطر المسالك، فالمحاماة مكتنا، ونحن أهلها، و أهل مكة أدرى بمشروع قانونها، وبماضيها وحاضرها ومستقبلها…
لنجعل نضالنا الافتراضي، وغيرتنا السبرنتيكية، واقعا وحقيقة، نرهب بها القوم الذين اشتروا مناصبهم بدماء المهنة حين سحبوها لرهنها لدى أشباح نوشك أن نرقبهم ونرصدهم.
سنلتحم يوم 28 أكتوبر وسنحتشد، لندافع عن أم القضايا، وعن أصل كل الملفات، قضية مهنتنا،وملف وجودنا.
محاماتنا تنادينا، ولن نولي الأدبار يوم الحشد الكبير، فقد حان الوقت أن يعود الكبير إلى مكانته، ويتزحزح الصغير ليهبط إلى مساحته التي تليق بحجمه، وآن الأوان أن نسترد هيبتنا وقوتنا وشموخنا، فقد فقدنا من البريق ما يكفي ولسنا على استعداد لفقدان المزيد، حتى لا تصيبنا لعنة الشتات.
ألا إن موعدنا 28 أكتوبر، أليس 28 أكتوبر بقريب…إنه امتحاننا الكبير الذي لا يعذر أحدنا بالفشل فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى