لم يكن أكبر المتشائمين هنا بالمملكة، ينتظر ان يصل انتقام عيسى حياتو رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لهذه الدرجة، فحرمان جيل كامل من المشاركة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية ولمدة تصل لأربع سنوات، يعد عقابا جماعيا غير مسؤول وغير منصف، ولا يمت لقيم الروح الرياضية والتسامح والعدالة بأي صلة، هذا دون الحديث عن ملايين الدولارات كغرامة مالية ستدفع من جيوب دافعي الضرائب المغاربة، بدل استثمارها في مجال المشاريع الإجتماعية والبنى التحتية.
لماذا استسلم حياتو لصقور المكتب التنفيذي للكاف، بعدما كان قد وعد في السابق باقتصار العقوبات على الغرامات المالية فقط، وطبق أقصى العقوبات الممكنة في حق المنتخب الوطني الأول، ولماذا تناسى فضل المملكة في انتخابه ووصوله لرأس هرم السلطة الكروية القارية، ودعمه منذ عقود ليكون الجزاء ورد الجميل قاسيا على الجماهير المغربية لهذا الحد.
لكن انتقام حياتو المرير لا يجب ان ينسينا المتسببين الحقيقيين في هذه الوضعية الحرجة لكرة القدم الوطنية، والذين اتخدوا قرار تأجيل الكان دون مراعاة لحجم الأضرار المتوقعة، مع العلم ان الدورة التي انتهت بغينيا الإستوائية قبل ايام بمساوئها وزلاتها، لم تسجل اي إصابة بعدوى الإيبولا، فإما ان مسؤولينا كذبوا علينا فيما يخص خطورة هذا الوباء، ام ان الأمر يتعلق بسوء تدبير خطير لملفات حساسة سيكلفنا لا محالة ملايين الدارهم وسنوات من الحرمان الكروي.
كما ان عيسى حياتو الذي اصبح العدو الاول والأوحد للجماهير المغربية، استغل بأقصى ما يمكن قرار التأجيل مهما كانت دوافعه، لينزل بنا أشد عقوبة ممكنة بقواميس الكاف، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تبجج في احاديث للصحافة الأوربية انه كان رحيما بعدم حرمان الفرق المحلية من المشاركة في المسابقات القارية، فعن اي رحمة يتحدث حياتو!؟، وماذا سيكون رد الجامعة الوصية، وايضاً رد من اتخد القرارات واختفى في الكواليس.