الرأي

الغرور مخدر لأهل الغباء….!!!

الغرور سلوك بشري يعكس في داخل صاحبه الكبرياء والعظمة ، والمبالغة في الثقة بالنفس والذات ، حيث يتصرف المغرور بفخر كبير ، بما يمتلكه من جاهٍ أو مكانةٍ أو سلطةٍ ، ويشعر بأنه الأفضل ، مع تقليله من شأن الآخرين ، كما يفخر بافتراضه أنه مهم للغاية ، وقد يتصرف في بعض الأحيان مع الآخرين باحتقارهم وإذلالهم ، دون إظهار العداء لهم ، ويصعب عليه تقديم التنازلات أو التفوه بالاعتذارات .
والغرور هي مشاعر داخلية لدى الشخص تكون في الحقيقة مغايرة لما يظهر على حاله في الظاهر ، حيث يُمثِل بقناع مفبرك ، لإخفاء قدراً من ضعفه في عيون الأخرين ، وبالمقابل يقوم بالتصرف ، في صورة أنه الشخص الأكثر استحقاقاً على الدوام ، رغم معرفته أن الحقيقة غير ذلك ، وهذا ما يدل على انعدام الأمان لديه بشكل عميق مما يدفعه للتمثيل والتصنع وارتداء أقنعة الكمال ، وهذا ما يبرز جليا ، في حركاته وكلامه وأفعاله وسكناته ، حيث أن حضوره للمواعيد غائب أو متأخر باستمرار ، لعدم قدرته على المواجهة أو التعامل مع الناس المختلفين ، أو عدم تقديره لهم ، ومقاطعته لحديثهم ، وعدم اهتمامه بآرائهم ، ورفضه الإعتراف بأخطائه ، ودوام البحث عن مبررات لتفسير أنه على حق بشكل دائم ، وتشكيكه في قدرات الجميع على إنجاز المهام المختلفة ، وإحتقاره للضعفاء ، وصعوبته في الاعتراف بنقط فشله وضعفه ، وحبه للفت انتباه الجميع ، والحصول على موافقتهم ، واعتبار من لا يحبه عدو ، يهدده في مملكته ، وعدم تقبله الاختلافات مع الآخرين ، وإظهاره لسحر كاذب ، وجاذبية لافتة مع وجود قسوة مختبئة وعِناد مقيت ، والتي قد تبرز مع تفاعلاته ، بمرور الزمن ، وهوس مظهره الاتصاف بالذكاء ، الذي قد يميل لحد النرجسية ، حيث يميل للتفاخر بذكائه ونباهته ، ويركز ويهيم الغير ببراعته ، ويكون كل تفكيره متمركزاً حول الذات ، من خلال الشعور باستحقاق الأفضل عن مّن حوله ، وقد يصبح غير راضٍ عن الآخرين ، إذا لم يقوموا دوماً بالثناء على ميزاته المختلفة .
ويبقى الغرور ريع لما تقدمه الطبيعة الكريمة ، لتخفيف آلام الحمقى ، وأطماع المغفلين ، ومخدر ناعم لأهل الغفلة والغباء …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى