بنسليمان: تعميم وتجويد التعليم الأولي بمقر العمالة

احتضنت قاعة الاجتماعات بمقر عمالة إقليم بنسليمان أمس الثلاثاء 22 يناير 2019 اجتماعا موسعا حول التعليم الأولي بالإقليم، ترأسه عامل الإقليم السيد سميراليزيدي وحضره السيدان عبد المومن طالب مدير أكاديمية جهة الدار البيضاء – سطات ومولاي المصطفى الجرموني المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بنسليمان ورؤساء المصالح الخارجية المعنية بالموضوع ورؤساء الأقسام والمصالح الإدارية.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار دعم مخططات ومشاريع تنمية التعليم الأولي الذي أصبح من أولويات البرامج الحكومية وأحد أهم مشاريع الرؤية الإستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين 2015-2030. وخلال هذا اللقاء دعا عامل الإقليم إلى التعبئة الشاملة لجميع القوى والإمكانات المتاحة من أجل تحقيق تعميم التعليم ما قبل المدرسي وتوفير خدماته بمواصفات الجودة المطلوبة لكافة الأطفال ولا سيما بالوسط القروي والتجمعات شبه الحضرية والأحياء الهامشية تحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية والمساواة في الولوج للخدمات العمومية.
من جهته، كشف عبد المومن طالب مدير الأكاديمية الجهوية أن جهة الدار البيضاء – سطات تعتبر متقدمة نسبيا في مجال التعليم الأولي حيث تقارب النسبة الجهوية للتمدرس بالتعليم الأولي 60 % ، غير أن الأكاديمية تسجل بانشغال تفاوتا بين أقاليم وعمالات الجهة فيما يخص تمدرس الأطفال في سن التعليم الأولي وأنها تدعم عبر مخططات عملها السنوية ومتعددة السنوات الأقاليم التي تشكو خصاصا في هذا المجال ومن بينها إقليم بنسليمان.
وبالمناسبة ألقى المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية عرضا استهله بالإشارة إلى مقتطف من الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في اليوم الوطني حول التعليم الأولي المنظم بالصخيرات يوم 18 يوليوز من السنة الماضية والتي أكدت على أهمية التعليم الأولي في إصلاح المنظومة التربوية باعتباره القاعدة الصلبة التي ينبغي أن ينطلق منها أي إصلاح، بالنظر لما يخوله للأطفال من اكتساب مهارات وملكات نفسية ومعرفية، تمكنهم من الولوج السلس للدراسة والنجاح في مسارهم الدراسي وبالتالي التقليص من التكرار والهدر المدرسي…ليتطرق بعدها إلى معطيات تشخيصية لواقع التعليم الأولي بالإقليم وآفاق تعميمه وتطويره، كاشفا النقاب عن المشاريع التي أعدتها المديرية الإقليمية والهادفة إلى توسيع العرض التربوي وتأهيل الموارد البشرية وتنمية الشراكة والتعاون مع مختلف المتدخلين والفاعلين.
وقد أشار في عرضه إلى أن نسبة تمدرس الأطفال بالتعليم الأولي تكاد تصل إلى 50 % ما يعني أن ما يقارب نصف الأطفال في سن 4 و 5 سنوات لا يستفيدون من التعليم الأولي. كما أن التعليم التقليدي مازال مهيمنا على القطاع وهو ما يتطلب مجهودات إضافية لتعميم وتطوير وعصرنة هذا النوع من التعليم.
ولهذه الغاية تسعى المديرية الإقليمية من خلال الاستراتيجية التي وضعتها، إلى تحقيق أهداف كمية وأخرى نوعية تتوخى منها ضمان تمدرس حوالي 4800 طفل وطفلة بالتعليم الأولي في الأفق القريب من خلال برمجة بناء وتأهيل وتجهيز حجرات وفضاءات خاصة بالتعليم الأولي وتنظيم دورات تكوينية لفائدة مربيات ومربي التعليم الأولي وتنمية الشراكة والتعاون مع الجماعات الترابية وهيئات المجتمع المدني من أجل حشد المزيد من الدعم لهذا القطاع التربوي الأساسي.