الملك محمد السادس: الشعوب العربية تجمعها وحدة العقيدة واللغة، وتفعيل التكامل لا ينبغي أن يظل شعارا مؤجلا

بمناسبة استضافة المملكة المغربية لمؤتمرفكر السنويفي دورته 13وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس رسالة سامية إلى المشاركين في أشغالالمؤتمر تلاها السيد عبد اللطيفالمنوني،مستشار صاحب الجلالةعبر فيها عن اعتزازهباحتضانالمملكة المغربيةللمؤتمر،ومنوهابأنشطة هذه المؤسسةالفكرية،التي أضحت فضاء رحبا للحوارالبناء،والنقاشالرصين،وتبادل الآراء بين الأكاديميين ورجالات الفكر والثقافة والسياسةوالإعلام،بخصوص أهم الإشكالات والقضايا العربية والعالمية الراهنحسب ما جاء في الرسالة.
إذشهد مركز المؤتمرات بمدينةالصخيراتصباح اليوم الأربعاء الخميس 03دجنبر2014 انطلاقة فعاليات مؤتمر فكر السنوي الثالث عشر “التكاملالعربي:حلم الوحدة وواقعالتقسيم،والذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي بمدينةالصخيراتالمغرب تحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأكدفي ذات الرسالة الملك محمد السادس أن ما يجمع الدول العربية أكثر ممايفرقها،فهي موحدة بقوة التاريخوالحضارة،وهي متواصلةجغرافيا،ومنسجمةإنسانيا،ومتكاملةطبيعيا،بفضل ما تزخربهمن موارد بشرية وطبيعية هائلة.أماالشعوب العربية فتجمعها وحدة العقيدة واللغةوالثقافة،وروابط الدم والأخوة والمصير المشترك.
متأسفاومتحسرا علىواقع التجزئةوالانقسام،الذي يطبع العلاقات فيما بينها. فمعظم الدول العربية تعيش على وقع خلافات بينيةمزمنة،وصراعات داخليةعقيمة،فضلا عن تناميالنعراتالطائفية والتطرف والإرهاب.
مضيفا أنه أمامهذا الوضع الذي ترفضه الشعوبالعربية،فقد أصبح التكامل ضرورةملحة،غير أنه في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها الوطن العربي والعالم منحوله،ينبغي التعاطي مع هذا الموضوع بمنظور واقعي جديد.
مركزا علىأن الوحدة العربية ليست حلما صعبالمنال،أو سرابا لا فائدة من الجريوراءه،بل هي تطلع مشروع قابلللتحقيق،وضرورة استراتيجية على الجميع المساهمة في تجسيدها.
كما أن التكامل العربي لا يعني الانغلاق والانعزال عنالعالم،بل ينبغي أن يشكل حافزا لتوطيد العمق الإفريقي والآسيوي للعالم العربي وتوسيع علاقاته مع مختلفالقوى،والتكتلاتالجهويةوالدولية.
إذبعد أن أخلف العالم العربي مواعيد كثيرة معالتاريخ،فإنتفعيلالتكامل لا ينبغي أن يظل شعارا مؤجلا إلى ما لا نهاية.
فيحين دعا جلالة الملكالمثقفين العرب لتعزيز سبل التواصل والتفاهم بين النخب والشعوبالعربية،من أجل انبثاق نهضة فكرية عربيةشاملة،كوسيلة لتوطيد وحدة الشعوب.
ليخلص في نهاية الرسالة إلى أنالشعوب العربية لا تنتظر من هذا الملتقى الفكريالهام،مجرد تقديم النقد للواقعالعربي،أو البكاء على الماضيالمشرق،وإنما تريد منالمؤتمرالوقوف بكل تجرد وموضوعية على الأسبابالحقيقية،التي أدت إلى هذاالوضع،وكذا تبادل الرأي بخصوص السبل الكفيلة بالمساهمة فيتغييره،والارتقاء بالعالم العربي إلى المكانة التي يتطلع إليها أبناؤه.
هذا وتستمر أشغال الملتقى إلى غاية يوم الجمعة 05دجنبر2014 في نقاش متواصل في جلسات عامة ورشات تهم التكامل الاقتصادي من خلال الموارد الطبيعية في الوطنالعربي،والتعاونالإقتصاديمع إبراز التحديات في ظل التنوع الذييعيشه،ثم ورشات التكامل الثقافي من مدخل تراجع دور النخبالثقافية،وكذا دور الثقافة والفنون في إرساء وحدةالشعوب،ثم ورشات التكامل السياسي من منطلق المسار التاريخي للتحولاتالجيوسياسيةفي الوطنالعربي،بالإضافة إلى نقاش حول تعزيز دور المنظمات الإقليمية.