رعاك الله حيا وميتا يافقيد الوطن

رحمك الله اخي عبدالله بها وجعلك مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا، لقد عشت وسطنا حليما مستوعبا لم نسمع قط منك كلاما جارحا في ردك على من خالفك الرأي حتى وان كان كلامه مستفزا، لقد طوعت اعلام الجدال في البرلمان من خصوم الرأي لأننا لم نعلم أن لك خصومات شخصية ، طوعتهم ليتكلموا بهدوء ويتجنبوا الكلام النابي حياء منك وحرجا من حسن خلقك ،عملت على تجميع الصالحين من ابناء حركتنا وطوعتنا لخفض الجناح لبعضنا البعض بسلوكك ممارسة قبل الكلام ، متى احتد النقاش في الفريق فقد كنت بدماثة خلقك صمام امان تعيدنا الى منطلق تجمعنا فيصغر امامنا ما اختلفنا عليه في جميع مؤسسات الحزب ، في المجلس الوطني او اللجان او الفريق البرلماني او الجموع العامة المتفرقة في ربوع البلاد،ورغم وجودك في قمة مواقع المسؤولية لم تنتقم ممن اساء ولكنك تدفع بابتسامتك المسيئ الى التراجع والنذم على إساءته ، وجعلت الذين يراهنون على انفجار الحزب وانشقاقه بسبب النزاعات الداخلية التي عادة ما تؤدي الى التفرق ينتظرون طولا دون نيل المراد، ولقد كنت خير هارون لأخيك عبدالاله مسيرة حياة تشد عضده وتشاركه في جميع أموره نصحا ورأيا ومشورة، حتى ظن ان لا استمرار له الا بك ومعك ، ولكن ديننا يقويه ويعود بعد الصدمة ليدرك كلمة ابا بكر بعد رزية فقد خير البرية: ” من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ” فجزاك الله عنا خيرا، ورعاك الله حيا وميتا وتقبلك في جنات الفردوس الاعلى ، وانا لمحزونون عليك ولكنك علمتنا ان الله الذي اعطى هو من اخذ، فلا نقول الا ما يرضي الرب وانا لله وانا اليه راجعون.