تعرض أستاذ اللغة الانجليزية (ع, ح) بثانوية أبي العباس السبتي التأهيلية التابعة لنيابة التعليم بمراكش الى اعتداء شنيع خلال حصة دراسية نهاية الأسبوع الماضي تسبب له في أضرار جسدية و نفسية جد خطيرة. الحادث خلف استياءا وتدمرا عميقين من طرف زملاءه و تنديدهم الشديد لما آلت اليه أوضاع الأطر التعليمية و الظروف التي يدرسون فيها و تكرار مثل هذه الحوادث داخل مؤسستهم.
الحادث و الذي استنكره جل المتتبعين للشأن التعليمي بمراكش كان نتيجة تهور ناتجة عن تصرف لاأخلاقي و غير تربوي من تلميذ تجاه أستاذه و الذي تجرأ على صفع الأستاذ مرتين خلال حصة تصحيح فرض كتابي. تصرفات التلميذ الغير أخلاقية و عدم انضباطه داخل الفصل و بالتالي عدم احترامه للقانون الداخلي للمؤسسة جعل من الأستاذ ينبهه لسلوكاته المستفزة لزملاءه ذكورا و إناثا داخل الفصل، ليتمادى التلميذ بصفع الأستاذ مرتين مما تسبب له في جروح خطيرة على مستوى عينه اليسرى و على مستوى وجهه و بالتالي مضاعفات خطيرة خصوصا وأنه يعاني من مرض جد مزمن.
الأستاذ الضحية( عبد الصادق.حالب) أكد أنه تفاجأ بلكمات متتالية على وجهه خلال حصة تصحيح احدى الفروض الكتابية ، وبعد تنبيه التلميذ لمرات عديدة ووجوب عدم التشويش على زملاءه.
و في سؤال عن حجم الأضرار الناتجة عن ذلك ، أكد أنه يعاني تدمرا نفسيا جد عميق و إحساس باليأس و الأسى عندما تعرض لحادث شنيع لايقبله العقل خصوصا أنه يعاني من مرضين مزمنين خطيرين و الكل يعلم حالته الصحية المتدهورة. الأستاذ الضحية و بنبرة تألم أضاف: ” فعلا، هذا هو أفضل تكريم بعد سنوات من التضحية و العمل و قبيل أيام من حصولي على التقاعد أتلقى هدية هذا المشوار بصفعة من تلميذ متهور”.
أساتذة و هيئات تعليمية ونقابية و جمعيات ومتدخلين عبروا عن استنكارهم الشديد للحادث الخطير ودعمهم وتضامنهم للأستاذ ضحية هذا التعنيف الغير مقبول. كما أن الجميع تفاجأ بموقف الإدارة و التي لم تفعل الإجراءات القانونية في هذا الصدد وبعد تقدم الضحية بطلب في الموضوع. حيث يستوجب تفعيل المذكرة المشتركة بين وزارة التربية الوطنية و الداخلية و العدل و التي تحث على حماية نساء و رجال التعليم داخل المؤسسات التعليمية.
و في الوقت الذي تتكرر مثل هذه الاعتداءات على أساتذة المؤسسة دون اتخاذ إجراءات لجزر المخالفين، يستعد الأطر التعليمية و التربوية لمؤازة الأستاذ و تنظيم وقفة احتجاجية بداية الأسبوع القادم للتنديد بمثل هذه الاعتداءات و التسيب الذي بدت ملامحه تتناسل خصوصا وأن حماية الأطر التعليمية أصبح ضرورة ملحة في ظل تنامي حالات التعنيف الجسدي و اللفظي مؤخرا.