السكويلة…مشا الكاريان وبقا تاريخو!!

كازاوي
يحمل كاريان السكويلة بمقاطعة سيدي مومن بالبيضاء اسم مدرسة يهودية كانت توجد بالمنطقة خلال الفترة الاستعمارية. ويرجع تاريخ نشأة هذا الدوار إلى 1930، حين كان عدد المعمرين الأوربيين، من جنسيات وديانات مختلفة، ينشئون مجمعات سكنية للعمال حول ضيعاتهم الفلاحية.
وتعني “السكويلة” باللغة الإسبانية مدرسة، وهي مدرسة خاصة بتعليم أبناء المعمرين اليهود. قبل أن تتحول إلى مقر لإحدى الشركات.
واحتضن دوار السكويلة الأفواج الأولى من المغاربة الهاربين من شضف الحياة بالعالم القروي خلال تلك الفترة من بداية القرن العشرين، كما فرض عليهم توالي سنوات الجفاف هجرة قصرية إلى المدن القريبة، وضمنها البيضاء التي اشتهرت بنهضتها الصناعية، وحاجة أرباب الشركات إلى يد عاملة.
انضمت الأسر المغربية الجديدة إلى أسر مغربية أخرى كانت تعيش جانب بعض الأسر الإسبانية التي كانت تنشط في مجال الفلاحة وتربية الأنعام والحيوانات مثل حيوان الخنزير. وكان أغلب المقيمين بهذا الدوار يشتغلون إما في مجال الفلاحة، أو بعض المصانع التي بدأت تظهر في المنطقة بالموازاة مع التوسع العمراني الذي عرفته البيضاء في هذه الفترة.
قبل التقطيع الإداري والترابي الجديد للبيضاء، أصبحت المنطقة التي يوجد بها دوار السكويلة تابعة إلى جماعة أهل الغلام الواقعة بدورها في النفوذ الترابي لمقاطعات سيدي البرنوصي، فيما كانت قبل ذلك تابعة لجماعة تيط مليل.
وتطورت تركيبة الدوار السكنية، التي كانت مشكلة في الغالب من بدو هاجروا قراهم نحو أفق عيش أرحب عرفت نموا متزايدا حتى بلغت في مطلع الستينات من القرن الماضي ألف نسمة، ليقفز بعد عقدين من الزمن إلى أكثر من ثلاثة آلاف أسرة، إذ أن اضطراب أحوال سكان العالم القروي، خاصة مع توالي سنوات الجفاف، دفع مزيدا من القرويين إلى شد الرحال صوب الدار البيضاء لينتهي بهم المطاف في دوار السكويلة. ويتحدر أغلب هؤلاء من مناطق الشاوية والرحامنة والشياظمة ودكالة وعبدة وغرباوة.
كما ساهمت الهجرة الداخلية (بين أحياء الدار البيضاء) في تزايد الكثافة السكانية بدوار السكويلة، ذلك أن أعدادا كبيرة من سكان أحياء مثل البرنوصي والحي المحمدي ومبروكة وبنمسيك وسيدي عثمان انتقلوا للاستقرار بالدوار.