الرأي

أفول الرغوة السياسية…!!!

لا تنتهي صيحات بعض الأطياف الفاشلة ، بعنادها وتهافتها المخالفة لإرادة الشعب ؛ الذي يلح على الممارسة الديموقراطية ، واحترامه لدستوره الأخير المميز بعد بركات الربيع العربي ، الذي أعطاه القوة والحق للتحاكم والترافع والتقاضي إليه ، بل كان صاحب الجلالة حفظه الله الخادم لشعبه ، الحريص على إعطاء الحق لمن تصدر الإنتخابات ، أن يعين من قبل جلالته رئيسا للحكومة ، وهذا التفاعل السامي والمولوي الإيجابي للكرة تلو الأخرى ، رغم البلوكاج المعلوم على الزعيم من نفس الأطراف ؛ بقي جلالته دستوريا بقراراته الشرعية ، لكن هؤلاء يريدون تهربا دستوريا لتعديل مادته 47 ؛ للإجهاز على مكتسباته الحقوقية .
وتعديل هذا القانون ، بلا حشمة وبلا حياء ؛ يطالب بوصنطيحة الوردة “رقم 20” مرتبة 6 ، برئاسة الحكومة لزغلول الأزرق “رقم37” مرتبة 4 ، ويبقى المصباح المضيء “رقم 125″ مرتبة 1 ، تابع للأقزام أو يرمى في المعارضة ، هذا عيب أن يحكى حتى في الأحلام .
وهذه الهوة الريعية تشبه وتوازي ما يقع في المجالس الجماعية والجهوية ؛ قد يحصل المنتخب في دائرته على 150 صوت ، ويصبح بقدرة قادر رئيسا للمجلس !!! والمثل واضح نعيشه بمقاطعة عين السبع ؛ حيث تصدر حزب العدالة والتنمية لأصوات الساكنة المعبر عنها ب 10 مقاعد ، ويحق له رئاسة المجلس !!! ، لكن حزب آخر قد حصل على أقل منه ، وفي المرتبة الثالثة ، وعلى 6 مقاعد ، وتكون الجرأة له رئاسة المجلس ، بالتحالف مع ذوي المقاعد العشر أو ذوي المقاعد الثمانية ، وقد تكون إرادة أصوات الساكنة المتصدرة في المعارضة !!! ، وهذا ما تطمع فيه بعض الأحزاب الضعيفة والفاشلة ، أن تبقى دهاليزا ودكاكين ريعية انتخابية لكسب الإستوزار الحكومي ، بلا أصوات الشعب ، وإن نفخوا فيها ما نفخوا ، بالمال والسلطان والبهتان ، أو بالقفف والزرود والوعود ، وإن اعتمدوا على عتبة المنافسة المنخفضة والمقلصة ، وان حاروا في تغيير بين الفردي أو اللائحي ، كل هذا لِتَقيهم خجل حصيلتهم وأصواتهم ، إنه استخفاف برأي الشعب وإرادته وطموحاته وتطلعاته ، وإنها لشهادة اعتراف باليأس للأطياف الفاشلة من ممارستهم للعمل السياسي الجاد ، وعدم قدرتهم بإقناع الرأي العام بالتصويت عليهم ، وهو شرخ حاصل مفاده العزوف على الإنتخابات ومقاطعتها ، وعدم الثقة في سدنة بعض أطيافها ، وهذا تحصيل حاصل لشَرَهِ الإستوزار الريعي ، ومطية لفشلهم لما تكسبه الصناديق الديمقراطية الدستورية ؛ المخيبة لآمالهم ، وقد نبه صاحب الجلالة في خطاباته السامية بمطالبته للأحزاب بالمراجعة ، وتجديد دماءها بالشباب ، وخلع المسامير الغليظة ” لَمْصَديَة “من مؤخرة صناديدهم اللصيقة بكراسيهم الثابتة والمتحجرة ، التي لا تتبد ولا تترمم إلا بعوارض المجلس الأعلى للموت والناموس الكوني الحتمي الخلدوني ، إنه الهوس والإدمان الإنتخابي الريعي ، وقطع الطريق على الديمقراطية ، والإختيار الشعبي الحر ، إن هذا التعديل انحراف وانجراف إلى التراجع على المكتسبات الحقوقية ، وانزلاق سياسي خطير حصاده الضعف التنظيمي ، وهشاشة التواصل السياسي ، وفقدان بوصلة الإقناع ، وتعطيل الأجهزة الديمقراطية الواعدة … وتأتي محنة كورونا ، ومن خيبتهم يعاد الطلب بصيغة أخرى ألا وهو حكومة إتلاف وطني “يتبع”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى