في الحاجة إلى إعادة النظر في فهم الدين

لقد لفت انتباهي هذه الايام كثرة التباكي على اغلاق المساجد وكأن التقوى محسورة في أداء الصلاة في المساجد. فماالعيب أن نمارس طقوسنا في المنزل نظرا لهذه المصيبة التي أصابت البشرية. فالذين هرولوا في بعض المدن مستنكرين اغلاق المساجد ظنا منهم ان التقوى هي الصلاة فقط الم ينظروا مليا فيما يقوله جل علاه في هذه الاية (سارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيض والعافين عن الناس والله يحب المحسنين صدق الله العظيم ) لاحظوا تعريف المتقون…هؤلاء القوم حصروا التقوى في مكان ضيق
وفي عز هذه المحنة تراهم يسارعون لتكديس الموادالغذاءية ذون التفكير في الاخر وفي المساء يحمل سجادته على كتفه ويحاول أن يجلس في الصف الأمامي لينال الجنة قبل الأطباء الذين لاينامون لانقاذ الارواح البشرية أو قبل رجال الأمن الذين يسهرون على راحة المجتمع ليلا ونهارا ….
ماذا فهم هؤلاء من الدين ؟ اذا لم ينعكس هذا الدين على سلوكك ويظهر اثره في مجتمعك فلا حاجة لله بصلاتك .
إن الانفاق في السراء والضراء يرددها ربنا في شتى الايات.كقوله تعالى( وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون صدق الله العظيم) لا حظوا معي المخبتون المبشرون بالجنة وقال في آية اخرى .(ان الذين ءامنوا وعملوا الصالحات واخبتوا الى ربهم اولاءك أصحاب الجنة هم فيها خالدون صدق الله العظيم
أنى لهؤلاء الذي يهرولون ويحسبون أنهم يحسنون صنعا..
هذه الظرفية تحتم عليكم أن تكونوا في الصف الامامي في إعالة الأسر وفي طمأنينة الناس من هول الجائحة …في الصف الأمامي في مساعدة الامن
أما عن تكديس المواد الغدائية تأخذ حقك وحق غيرك ولا تبالي بأنك قاسط والقاسط هو الذي يأخذ نصيبه ونصيب غيره..وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ..ياحسرة على العباد آن الأوان أن يعاد النظر في فهم الدين على ما أوصى به الله ..لا يكون المومن مومنا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.