أربعة أسباب لاستمرار ظاهرة اطفال الشوارع بالدار البيضاء!!

وأنت تتجول في شوارع البيضاء، لا بد أن تثير انتباهك الأعداد المقلقة لأطفال ضعيفي البنية، تظهر عليهم علامات الهزال والضمعف، رثي الملابس متسخيها، تعلو سحناتهم سمات البؤس و العوز، انتفت من أعينهم براءة الأطفال لتحل محلها نظرات ملؤها الألم والحيرة والغضب نحو مجتمع تنكر لهم ورماهم في لجة المجهول ليصارعوا واقعهم المرير ويواجهوا وحدهم مخاطر الشارع الذي يعج بكل أنواع الظلم و الإقصاء و الإجرام ، إنهم أطفال الشوارع الذين أصبحت أعدادهم تتنامى يوما عن يوم و في كل المدن.
فهذه الظاهرة لا تقتصر على مدينة الدارالبيضاء فقط، لكنها منتشرة في جميع المدن والمناطق وفي جميع الدول، تجدهم في الحدائق وفي المحطات الطرقية وقرب المطاعم والإشارات المرورية، يتخذون من البنايات المهجورة والحدائق أمكنة للمبيت و قضاء لياليهم التي تشبه في عتمتها أيامهم التعيسة.
أسباب هذه الظاهرة عديدة ومتنوعة، و يبقى أبرزها:
1: مشكل الطلاق، فأغلب هؤلاء الأطفال ينحدرون من أسر انفصل فيها الوالدان مما عرض الأبناء للتشرد والضياع.
2، الفقر الذي تعاني منه فئة كبيرة من الأسر حيث يعجز الأب، و بسبب راتبه الهزيل أو بطالته، عن تلبية حاجيات أسرته، فتضطر الأسرة إلى دفعهم للعمل بالشارع دون مراعاة سنهم، بحثا عن لقمة عيش.
3- المشاكل الأسرية بين الأب والأم، فالأطفال وبسبب حساسيتهم المفرطة ونفسيتهم الهشة لا يستطيعون تحمل المشاكل و التوتر الذي يتخبط فيها البالغون مما يؤثر سلبا عليهم، فيجدون في الشارع ملجأ لهم.
4- الانقطاع عن الدراسة: تعاني فئة كبيرة من الأطفال من مشاكل دراسية إما بسبب صعوبة التلقي أو فهم الدروس أو بسبب عدم القدرة على توفير اللوازم المدرسية أو صعوبة التأقلم مع المعلمين و التلاميذ في الفصل، مما يدفعهم للهدر المدرسي و بالتالي الانقطاع التدريجي و التام و النهائي عن المدرسة والالتحاق بالشارع لتزجية الوقت الطويل دون رقيب ولا حسيب.