ثقافة و فنون

نجاح متميز للدورة 35 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء

عاشت الدار البيضاء خلال الفترة الممتدة من 24 إلى 29 يوليوز 2023، لحظات مسرحية متميزة بفرجات مختلفة المدارس والاتجاهات والتجارب، خلال فعاليات الدورة 35 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي، المنظمة من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
وأبرز بلاغ للمنظمين أن البيضاء عاشت طيلة فترة المهرجان تداولات فكرية وتكوينية وإبداعات شبابية وأسئلة متناسلة داخل الإبداع وخارجه وحوارات صريحة ومباشرة بين الفنون والثقافات والأجيال، مؤكدا أن الدورة 35 من المهرجان أدت متطلباتها ولامست رهاناتها وكانت في مستوى اللحظة، كما نزلت إلى أرض الواقع وحققت البعد من شعارها “المسرح والعوالم الافتراضية”، الذي تمت ملامسته على مستوى بعض العروض وعلى مستوى التواصل وإيصال رسالة المسرح، وغيرها.

وأكد البلاغ أن الدورة نجحت في كسب عدة رهانات من بينها الرهان المتمثل في أن الجهة المنظمة (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء)، مرتبطة جدليا بالشباب كمختبر ومجايلة، باعتبارها فضاء علميا أكاديميا تتوافد عليه أفواج من المتعلمين، مما يجعل الكلية والجامعة مستثمرة في شبابها، مبرزا أن كلية بنمسيك التي تحتفي بأربعين سنة على التأسيس وأداء المهام الأكاديمية ومهام البحث العلمي، تزخر بكفاءات شبابية وحيوية على عدة مستويات وداخل كل الشعب والتكوينات.
وأضاف أن أحد الرهانات الأخرى “تترجمه الدينامية القاعدية للجهة المنظمة التي تجمع بين مكوناتها أطر وأساتذة وطلبة كلية الآداب بنمسيك، وكأن هذا المهرجان أطروحة الكلية وأبوابها المفتوحة التي تكسر من خلالها جدار الحرم الجامعي وتخرج إلى الناس وتنفتح على المحيط السوسيو ثقافي والجغرافي في القاعات العمومية عبر أحياء مختلفة الوشيجة تحمل رسالة حوار الثقافات وتلاقح شبيبة العالم”.
ونقل البلاغ عن رشيد الحضري رئيس المهرجان، عميد الجهة المنظمة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، إشادته خلال حفل اختتام الدورة ال35 من المهرجان بالحصيلة المتميزة والغنية فنيا وثقافيا وعلميا وإنسانيا، على مستوى تنوع العروض المسرحية الجامعية الدولية والوطنية وجودتها وجدية الورشات التكوينية وعمقها البيداغوجي، وحماس النقاشات العلمية والفنية التي تلت العروض.
كما نوه بطبيعة التواصل الدائم بين المهرجانيين لتبادل الخبرات الفنية والتقنية والحضارية والثقافية وأساسا الإنسانية، انتصارا للدور الرمزي في صناعة الجمال والحب والتعايش والتسامح تثمينا لقيم الإبداع التشاركي التفاعلي بين شباب العالم، وإرسال رسائل الوفاء من خلال التكريمات والتي تميزت هذه السنة بتقديم التحية للإجازة المهنية للدراسات المسرحية بكلية الآداب بنمسيك والتي خرجت أجيالا من المهنيين المسرحيين، من خلال ربان هذه الإجازة ومنسقها العام الأستاذ ميلود بوشيد، وعرابي الإجازة المهنية في المسرح الأستاذين، محمد فرح وقاسم العجلاوي.
من جهته، أشاد رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، الحسين أزدوك، بالجهد والمجتهدين وجديتهم المشهودة التي قادت نجاح وتميز الدورة 35 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، منوها بالعمل الذي يمضي في طريق العالمية بامتياز، ويؤكد على أن الجامعة المغربية تقوم بدورها البناء في ترسيخ الصورة الايجابية للمملكة المغربية، وتبرز قدراتها على خلق تنافسية مسرحية تتجاوز البعد المحلي إلى البعد الدولي في بعده الفني والتقني والثقافي والجمالي.
وأكد أنه يحق لمدينة الدار البيضاء، ولجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء أن تفتخرا ببلوغ المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء دورته 35، وهو ما يمنحه مكانة دولية فريدة، مكانة استطاع وصولها بفضل على الخصوص لجنة منظمة متفانية في عملها.
من جانب آخر، أشار البلاغ إلى أن لجنة التحكيم برئاسة الممثل والمسرحي المغربي محمد شوبي تشكل ت من الصحافية والناقدة المسرحية بشرى عمور المغرب (المغرب) وأستاذة المسرح أنكا سيميلار (رومانيا) وأستاذ المسرح كلاوديو دو ماكليو (إيطاليا) والأستاذ الجامعي محمد بنزيدان (المغرب)، مبرزا أن اللجنة وضعت آليتها ومنهجيتها العملية وشاهدت بكامل أعضائها جميع العروض المتنافسة.
وشهدت هذه الدورة تقديم عدة عروض مسرحية شملت مسرحية “وماذا بعد؟” لكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بسطات / المغرب، و”أسطورة” لكورس فلورنت برلين/ ألمانيا؛ و”زمن الصفر” لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء / المغرب؛ و” APENA” لأكاديمية مسرح روما / إيطاليا؛ و”زهرة الخريف” لجامعة الملك سعود/ السعودية.
كما شملت العروض المتنافسة أيضا مسرحية “خط أسود” لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء / المغرب؛ و”أمطار ناعمة” لشركة مسرح صوفيا اميندوليا / إيطاليا؛ و”لم يحن الوقت للفرار” جامعة دكا/ بنغلاديش؛ و”جفاف الجلد المصبوغ” لكلية العلوم بنمسيك بالدار البيضاء / المغرب؛ و”شموخ” للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالدار البيضاء/ المغرب.
وفي ختام المهرجان خرجت لجنة التحكيم بعدة توصيات، حيث اقترحت على اللجنة المنظمة وضع صور الممثلين رفقة أسمائهم وأدوارهم ضمن كتيب المهرجان أو في ملف خاص باللجنة، لتسهيل التعرف عليهم، ثم مراعاة التوقيت واحترام ما جاء في الورقة التقنية للعرض، للحفاظ على ضبط مواعيد البرمجة العامة.
كما وجهت لجنة التحكيم عدة توصيات للفرق المسرحية، منها على الخصوص، استبعاد ظاهرة الاعتماد على عنصر السرد فقط في طرح القضايا في مقابل تراجع العناصر الدرامية التي ترتكز عليها الفرجة المسرحية، واتسام بعض العروض بالرؤى التشاؤمية للقضايا المطروحة دون أدنى قدر من تقديم بصيص أمل كما تنص على ذلك نظرية التراجيديا عند أرسطو، والتأكيد على ضرورة اهتمام أفضل بالإضاءة باعتبارها أحد عناصر الصورة السينوغرافية بما يحقق دورها الدلالي والجمالي، وضرورة العناية المستمرة بآليات الممثل خصوصا بشاعرية الجسد والعواطف والصوت والتخيل، وتقويمها من خلال تمارين مستدامة بدل استعمالها لفترة وجيزة و إغفالها بعد ذلك.
وفي ما يخص جوائز لجنة التحكيم، فاز بجائزة النص رفيق مرشيد عن مسرحية: “خط أسود” لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء / المغرب؛ وفازت بجائزة الإخراج المسرحي ريم ميكاوي عن مسرحية: “أسطورة” لكورس فلورنت برلين/ ألمانيا؛ فيما فاز بجائزة السينوغرافيا مسرحية:” امطار ناعمة” لشركة مسرح صوفيا اميندوليا / إيطاليا؛ وفازت بجائزة الكوريوغرافية مسرحية:” APENA” لأكاديمية مسرح روما / إيطاليا. وفازت بجائزة أحسن ممثلة مناصفة بين موسيمي مو عن مسرحية: “لم يحن الوقت للفرار” جامعة دكا/ بنغلاديش، وسامية العسولي عن مسرحية: “جفاف الجلد المصبوغ” لكلية العلوم بنمسيك بالدار البيضاء / المغرب، فيما عادت جائزة أحسن ممثل لعبد الصمد صادق عن مسرحية: “جفاف الجلد المصبوغ” لكلية العلوم بنمسيك بالدار البيضاء/ المغرب، ويوسف الغليظي عن مسرحية: “زمن الصفر” لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء/ المغرب.
من جهتها، عادت جائزة لجنة التحكيم لمسرحية “وماذا بعد؟” لكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بسطات/ المغرب، بينما حاز على الجائزة الكبرى للمهرجان مسرحية “جفاف الجلد المصبوغ” لكلية العلوم بنمسيك بالدار البيضاء / المغرب.
وخلص البلاغ إلى أن المهرجان يعد مشروعا ثقافيا وفنيا له “عدة أدوار وأهمها الديبلوماسية الثقافية الموازية التي قدمت في مؤتمر شبابي عالمي فوق العادة، تحولت خلالها البيضاء إلى عاصمة دولية للمسرح الجامعي، وبهذا الإرث والفعل والمنجز تحضر الجدية التي هي حافزنا وبها نتجاوز الصعوبات ونرفع التحديات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى