اقتصاد

محمد جبلي: دعوة أطباء المغرب لمقاطعة اللحوم الحمراء قرار غير مسؤول

انطلقت فعالياتها الدورة الثالثة للمعرض الدولي لسلاسل للحليب واللحوم الحمراء والمنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله، من طرف الفدرالية البيمهنية للحوم الحمراء والفدرالية البيمهنية المغربية للحليب بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري ، صباح يوم الأربعاء 2 دجنبر بمكتب معارض الدار البيضاء وتستمر الى غاية 4 دجنبر 2015 .

وتهدف هذه التظاهرة إلى عرض احدث التقنيات المتعلقة بقطاعي الحليب واللحوم الحمراء من الإنتاج إلى التثمين وتشجيع

الاستثمار في القطاعين لتحقيق الأهداف المسطرة لتنمية القطاعين ضمن إستراتيجية مخطط المغرب الأخضر.

هذا وفي إطار عقود البرامج المبرمة بين الحكومة ومهنيي القطاعين، التزما الطرفان بتنمية وتحديث قطاعي الحليب واللحوم الحمراء في أفق 2020 التي تهدف في مجملها إلى الرفع من الإنتاج كما وكيفا من اللحوم الحمراء و المواد الحليبية لمواكبة الاستهلاك الوطني.

هذا الأخير، بجمعه لمهنيي قطاعين الحليب واللحوم الحمراء يشكل صلة وصل بين إفريقيا وأوروبا حيث سيشارك 88 عارض من 13 دولة وهي ألمانيا وفرنسا واسبانيا وبلجيكا وهولندا وا وايطاليا وتركيا والجزائر وتونس والنيجر وموريتانيا والغابون والمغرب كما ينتظر أكثر من 3000 زائر مهني.

خلال هذه الدورة وبتعاون مع المديريات الجهوية الفلاحية والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية سيتم تنظيم عدة زيارات لفائدة الفلاحين والجزارين والقصابة والمحولون والمصنعون وجميع المتدخلين في القطاعين لتمكينهم من الاطلاع على احدث التطورات التكنولوجية التي يعرفها القطاعين معا في مختلف حلقات السلسلتين.

مقارنة مع النسخة السابقة، عززت هذه الدورة مكانتها على الصعيدين الوطني والدولي بارتفاع عدد العارضين بنسبة %20 وزادت المساحة الإجمالية للمعرض بنسبة %53 كما ارتفعت نسبة المشاركة الدولية بنسبة %47 لتصل إلى 44 شركة أجنبية.

إن انعقاد المعرض الدولي لسلاسل للحليب واللحوم الحمراء في هذه الظرفية بالذات يؤكد الدور الرائد للقطاعين ووزنهما في الاقتصاد الوطني عامة والفلاحي خاصة ومساهمتهما في ضمان الأمن الغذائي لبلادنا، كما يبدد المخاوف التي نشرتها بعض وسائل الإعلام حول خطورة اكل اللحوم الحمراء وما تسببه من أمراض سرطانية، ناهيك عن مرض الحمى القلاعية الذي ضرب بعض المناطق بالمغرب .

في حوار صريح و شفاف حول الركود الذي يشهده قطاع اللحوم من حيث المبيعات، وعن حقيقة حضر أكل لحوم مريضة من طرف الاطباء، فضلا عن تقرير منظمة العالمية للصحة حول ذات الموضوع. كان لنا لقاء مع السيد محمد جبلي رئيس جمعية منتجي اللحوم الحمراء بجهة الدار البيضاء الكبرى وسطات .

س. ماهو تقييمكم لوضعية قطاع اللحوم الحمراء بجهة الدار البيضاء سطات ؟

ج. قطاع اللحوم الحمراء بالجهة يعيش بكل صراحة على إيقاع الركود حاليا، ويعزى ذلك إلى خوف المستهلك من مرض الحمى القلاعية وما أشيع حولها ، وهي إشاعات مغلوطة تماما. ونسجل هنا أن الأسواق الأسبوعية لجهة البيضاء سطات فتحت مجازرها للذبيحة بعدما رخصت لها المصالح الطبية والسلطات المحلية خاصة المكتب الوطني للسلامة الصحية. وهذا يظهر بجلاء خلو الأبقار من أي مرض كيف كان نوعه بالجهة.

و الركود في المبيعات اللحوم هو ناتج سببين رئيسيين: الأول إشاعة خطروة اكل اللحوم المصابة بمرض الحمى القلاعية. ثانيا ما صرح به العديد من الأطباء في بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة و حتى الورقية حول تداعيات أكل اللحوم الحمراء المتسببة في أمراض سرطانية وماغيرها. بالنسبة لي هذا الكلام غير مسؤول

س. مقاطعا، لكن تصريحات الأطباء جاءت بناء على تقرير منظمة الصحة العالمية التي أكدت الخبر ؟

ج . أسألك، هل تقرير المنظمة بني على تحاليل مخبرية أجريت للحوم المغربية ، وعلى أي مقياس عممت المنظمة هذا التقرير على جميع دول العالم ، حقا قد تكون اللحوم الأوروبية أو في أمريكا اللاتينية تعرف تلك الأمراض نظرا لأن الأبقار تحقن بالهرمونات لتزيد في الوزن وسرعة النمو. لكن في المغرب وبدون أي شك بلدنا والحمد لله يتوفر على أجود اللحوم في العالم، لماذا؟ لأن الكسابة يعتمدون على علف طبيعيا من شعير وفصه وفول ونخالة وما إلى ذلك من الأعلاف.

س. ألا ترون بأن ارتفاع أثمنة اللحوم ساهمت في الأخرى في هذا الركود فضلا عن تضاربها بين مناطق المغرب ؟

ج. هذا السؤال جد مهم، أظن أن اللحوم الحمراء المادة الغذائية الوحيدة التي لم تعرف أي ارتفاع منذ 1994. أي ما يربو على 20 سنة خلت، حيث كان آنذاك ب 70درهما للكيلو غرام، اليوم جل المواد الغذائية تضاعف ثمنها وإن لم نقل فات كل التوقعات، كالحليب والسكر والبنزين والزيت وما إلى ذلك من المواد المستهلكة. بالمقارنة نسجل بكل أسف إستقرار أثمنة اللحوم وارتفاع مواد العلف إلى الضعف وأكثر. فالأعلاف كانت تتراوح أثمنتها بين درهم ودرهم ونصف وتكلفة العجل ب20درهما، زائد مصاريف نقله40 درهما، العلف درهما ونصف. حاليا تكلفة نقل الدبيحة 500 درهما فضلا عن تكلفته التي وصلت على 300درهما والعلف ب 3درهما تقريبا. هذا لنجد أن ثمن بيع اللحوم للعموم مازال 70درهما ولكم التعليق.

وللإشارة، فاللحوم الحمراء تباع بالمجازر ب 50إلى 55 درهما فقط، ناهيك عن مصاريف الكهرياء والماء والتطهير و….

س ؟ كيف ترون وضعية المجازر البلدية و الأسواق الأسبوعية لا من حيث النظافة أو المراقبة البيطرية ؟

هذا إشكال حقيقي يجب على المسؤولين إعادة النظر في طرق تسييرها وتأهيلها . مجزرة الدارالبيضاء هي في المستوى المطلوب، لكن يجب تأهيل مجازر الأسواق وتنظيمها ؟

س. هل يعني محاربة السرية أو اللحوم المهربة ؟

أولا، ماهو مفهوم الذبيحة السرية ؟ وهي اللحوم غير المختومة من طرف الطبيب البيطري كمثال ما تشهده منطقة درب غلف والألفة. هناك فرق بين الدبيحة السرية والمهربة من الاسواق ، وهذه الأخيرة لا يمكن الجزم بأنها غير صحية لأنها مراقبة طبيا.

س. نظمتم مؤخرا يوما دراسيا حول مرض الحمى القلاعية، ماهي اهم خلاصات اليوم ؟

اليوم التواصلي المنظم بالغرفة الفلاحية بمديونة تحت شعار”الإنتاج الحيواني: رهانات وتحديات” هدفه القيام بحملة واسعة لتشجيع المستهلكين لأكل اللحوم الحمراء قصد تأكد الرأي العام على جودة اللحوم وخلاءها من أي مرض معد، وذلك بالخروج إلى العلن وأكل اللحم رفقة بعض الفلاحين ويأتي هذا المطلب بعدما سجل الاكسابة وخاصة الجزارين تراجعا مهولا في مبيعات اللحوم الحمراء خوفا من إصابتهم بمرض الحمى القلاعية التي ضربت بعض مناطق المملكة المغربية .

وهو فيروس يصيب البقرة والغنم والإبل على الخصوص و جد معدي بين هذه الحيوانات وينتقل عبر الهواء أو اللمس أو التجمع، بسرعة فائقة في حال عدم أخد الإجراءات الوقائية المتمثلة في التلقيح المبكر.

وبصفتي كرئيس جمعية منتجي اللحوم الحمراء بجهة الدارالبيضاء سطات، كان لزاما علي عقد هذا اللقاء لتسليط الضوء على جملة من النقط التي تهم فلاحي الجهة، لاسيما منهم منتجوا اللحوم الحمراء، بسبب تداعيات مرض الحمى القلاعية التي أصابت بعض القطيع بكل من سيدي بنور ، سطات ، برشيد، ولتبديد المخاوف من المرض المذكور في ظل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات الجهوية لتدييق إنشار العدوى.

وفي سياق مرتبط بهذا اليوم الدراسي، التزم رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي اللحوم الحمراء، بتعويض المتضررين ماليا بعد التخلص من أبقارهم بسبب الحمى القلاعية، على أساس أن تسلم الجمعية المذكورة تلك المبالغ، بعد تسوية ملفاتهم “التعويض” من طرف وزارة الفلاحة، والتي تتطلب بعض الإجراءات الإدارية معقدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى