هذا شغب بودريقة …أين المحاكمة …؟

أثارني كبقية متتبعي مسلسل البطولة المغربية لكرة القدم ، والتي تحمل لقب “الاحترافية ” مجازا ، ما صرحبهالسيدمحمدبودريقةالنائبالاوللرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ورئيس فريق الرجاء الرياضي البيضاوي، من كوناجواءالبطولة المغربية لهذه اللعبة ليست نظيفة ، وأن ثمة مؤامرات تحاك ضد فريقه وغيره من الفرق الوطنية ، وأن ثمة قوم يحاولون إهداء البطولة لفريق الوداد البيضاوي ، وأن ثمة مجرمين في قلب الجامعة التي هو الرجل الثاني فيها عمدواالىتسريب وثيقة لاعب من لاعبي فريقه ، وإن ….وإن…..وإن….وختم صاحبنا تصريحاته بقرار جديد قديم هو تقديمه للاستقالة من الاتحاد المغربي لكرة القدم .

بعيدا عن روح التعصب لهذا الفريق أو ذاك ، فلو أن تصريحات هذا الرئيس جاءت في وقت كان فيه فريق الوداد البيضاوي يحصد النتائج الجيدة تلوالاخرى، وكان فريق معالي الرئيس لا يزال يتخبط في تسييره العشوائي وسط نتائجكارثية، لأمكن مناقشة تلك التصريحات ، وإيجاد مكان لها في أدمغة الجماهير الرياضية ، لكن أن تصدر هذه التصريحات الخطيرة وغير المدعومة بحجج وأدلة في وقت تسلق فيه فريق الرئيس المتحدث المراتب وبات ينافس عن اللقب ، بالمقابل يحصد فريق الوداد نتائج غير طيبة بالمرة حيث توالت الانتكاسات تباعا ، ففي تلك التصريحات شيء من حتى .

لا أدري كيف أشتم رائحة السياسة في تلك التصريحات ، خاصة وان الانتخابات علىالابواب، وفي رحبة السياسةعلى الشاكلة المغربيةكل غاية تبررايةوسيلة ،فبتحليل عميق وهادئ لتصريحاتبودريقة، فالرجل يكون بذلك يوجه تهمة واضحة له أولا ، لأنه من أهل الجامعة الملكية لكرة القدم ، أليس هو نائب رئيسها ؟ ، وبالتبعية فعلى فرضية ثبوت صحةاقوالهفهو كمن يخنق نفسه بنفسه ويقدم نفسهلاقربدائرةامنية، وأما إن طلعت تصريحات الرجل “فالسو” فتلك حلقة جديدة في مسلسل جديد ، قد تنتهي فصوله بمعاقبة الرئيسالاخضربالحبس والغرامة والتعويضات والمنع من رئاسة ناديه .

ما بين الرجاء والوداد البيضاويين صراع هو في نهاية المطاف رياضي ، والأكيد أن بين لاعبي الفريقين العريقين صداقات ، لا يفصحون عنها سوى بعد اعتزالهم ، لكن لم يكن بين رئاسة الفريقينايعداء أو حرباواقتتال ، وما صرحبهالرئيسالاخضرفي حق الرئيسالاحمروبدون “لف ولا دوران ” هواعلانحرب ، فأن يخرج نائب رئيس الجامعةورئيس الرجاء البيضاوي في آن واحد ، وقبل نهاية البطولة بأربع أو خمس مباريات ، ويوجه تهما ثقيلةالىالجامعة برمتها والى فريق الوداد البيضاوي ، ويتهم الجميع بالغش والتزوير وخيانةالامانة، فلا اضن أن رئيسا يستطيعانيغامر بهكذا تصريحات لو لم يكن“متكيعلىالصح“والصحيقصدبههنا وجود من يوجه الرئيسالاخضرويوعزاليهباطلاقهذه القنابل المسيلة للدموع في مدرجات فارغة ، وإلا يكون الرجل قدأعدمشنقة انتحاره في مجال التدبير الرياضي .

لا يمكن أبدا السكوت على تصريحاتبودريقة، ليس لأنها تسيءالىفريق عريق في حجم الوداد ، الذي فاز بما يقارب ب 20 درعا في البطولة المغربية عن جدارة واستحقاق بشهادة التاريخ ، وليس تنقيصا في فريق الرجاء فقد تعاقب على تسيير هذا الفريق العملاق مسيرون عمالقة وحكماء ،وليسلانهاتصريحات تسيءالىمناخ كرة قدمنا ، بل لأنها تصريحات جاءت على لسان نائب رئيس الجامعة من جهة ورئيس فريق يصارع فريقه على اللقب من جهة ثانية ، ثمانهاتصريحات تم ضبطها في حالة تسلل واضح ، فلم يكن من دافع على ما يبدو يرغمبودريقةعلى قول ما قاله ليلتها ، فشأن لقاء الوداد معمولوديةوجدة لا يعنيبودريقةفي شيء ،ومسؤولوالفريقالوجديلم يوكلوابودريقةللدفاع عنهم ، والرجل “نقزبلا سروال” ، وسيعلم “فينغاداتوصلوتلكالتنقيزة” .

الاكيدانالملف بين يدي الضابطة القضائية بعدشكايةكل من فريق الوداد والجامعة الملكية ضدبودريقة،والاكيدانبودريقةصرح مرةاخرىانه يثق في القضاء ، لكن القضاء لا يثق إلا في الأدلة ، فما هي يا ترى أدلةبودريقةالتي سيقدمها للمحققين على صحة تصريحاته ، وهو الذي سبق له وان عاش محنة مماثلة بعد تصريحات طائشة للاعب من لاعبي الرجاء زعم فيهاانالرجاء فاز باللقب بطرق ملتوية ، فهل سيلدغبودريقةمن ذات الجحر الذي لدغ منهامينالرباطي؟ ،وهلكان ولا بد من فرقعة مثل هذه الفقاعات في سماء كرتنا التي تعيش من الهموم ما يكفي ؟ ، إنه فعلا شغب في مدرجات فارغة .