الرأي

وقيلا …الحكومة والبرلمان عا زايدين

يوشك غياب الحكومة المغربية عن المشهد السياسي ان يقارب النصف سنة ، تعثرات في تشكيلها يصعب حصر أسبابه ، لكن الحصيلة هي أن المغرب بلا حكومة ، والمثير أن الأمور تسير بلا حكومة ، وكأن الحكومة كاينة ، أو وكأن الحكومة عا زايدة .

تشكيل الحكومة مرتبط بالديمقراطية واحترام صناديق الاقتراع ، فمن خلال تلك الصناديق اختار الشعب أن يرتب الاحزاب بحسب رؤية الشعب ، فجعل الأول أولا وجعل الثاني ثانيا والثالث كذلك ووضع الاخير في مرتبته ، ولم يشأ الشعب أن يضع عددا كبيرا في من الاحزاب حتى في الصفوف الاخيرة ، حيث كانت حصيلة تلك الاحزاب هي صفر مقعد ، وإذا كان الشعب قد قال كلمته ، وكان الملك قد قام بمهمته في تعيين شخص من الحزب المتصدر استنادا الى روح الدستور ، فإن السياسة والحسابات السياسوية بعثرت المسيرة ، وطفا العبث على السطح ، وصار الحزب الذي لم يحصد سوى 20 مقعدا يترأس مجلس النواب ، وبات الحزب الذي لم يحصد سوى 37 مقعدا هو مول الفرح ، والآمر الناهي ، المحيي المميت للفعل السياسي ، وبات رئيس الحكومة المعين عايشوف وساكت ، بعدا أن نفر منه الجميع نفور السليم من الاجرب ، إلا نفر حام ودار على نور المصباح ، وبات بنكيران مثل فيروس فتاك الكل يخافه ويهاب حتى مصافحته .

الحكومة عا زايدة على ما يبدو ، ففي كل صباح نستيقظ ونجد الدكاكين مفتوحة تبيع الخبز والشاي والسكر ، ونجد الجزار والصيدلاني ونجد محطة الوقود ، ونشعل التلفزة لنجد قناتينا غارقتين في لقصاير والنشاط ، ونطالع زيارات مسؤولين الى بلدنا ، على العموم الدنيا هانية ، قطار الحياة لم يتوقف ، بل ولم ينقص حتى من سرعته ، فلم إذا هذه الحكومة ما دام وجودها يكلف خزينة الدولة أجور وزرائها ؟ ، ولم وجودها أصلا مادامت الممارسة اليومية أثبتت أنه يمكن للشعب أن يدبر أموره بدون حكومة ؟ ، وحتى البرلمان يمكن العيش بدونه ، فبدوره يعيش برلماننا عطالة وتشوميرة مضى عليها قرابة نصف عام كذلك ، بعض البرلمانيين يعضون رؤوس اصابعهم مخافة انتخابات ثانية ، لأن المقعد غادي يطلع عليهم غالي ، لأنهم سيشترونه مرتين متتاليتين .

ماذا نفعل إذا ببرلمان يمكن العيش بدونه مثل الدودة الزائدة ؟ ، وماذا نفعل بحكومة يمكن الحياة بلابيها مثل المرارة ؟ ، وما ذا نفعل بالعملية الانتخابية مادامت فقط مكلفة ماديا لخزينة الدولة ؟ ، لم إذا لا يحكمنا القياد والباشوات والعمال والمخازنية والبوليس والجدارمية ؟ فعلى الاقل هؤلاء موظفون دائمون وغير مسيسون ؟ ، ولم لا نوفر أموال رواتب اعضاء الحكومة والبرلمان لنقيم المزيد من المهرجانات الفنية من رقص وعري و درديك ، فعلى الاقل نقدم أنفسنا للعالم بأننا متفتحون و منفتحون على الحضارات والثقافات ، وأننا مسالمون ولسنا ارهابيون أو متطرفون ، لم لا نتخلص من تلك الحملات الانتخابية المزعجة التي لا تزيد بعضنا الا نفورا من العمل السياسي عندما يتقدمها من يفترض أنهم خلف قضبان المؤسسات السجنية ؟ ، لم لا نعمل عبر اعلامنا الرسمي على اقناع الشعب أن عليه نسيان لعبة الديمقراطية لأنها لا تجلب سوى صداع الراس ؟ ، ونقنعه بلعب لعبة تغماض العينين وعين ما شافات قلب ما وجع ، ونروضه على ان يكون انتهازيا ووصوليا ، وصاحب حاجتو ، نعلمه لعبة كول ماجاك ، ودخل سوق راسك ، واللي دارها المخزن هي اللي كاينة ؟ ، أكل هذا اللغط من اجل تشكيل حكومة ؟ أكل هذا الصداع من اجل مقاعد برلمانية ؟ ، لنثبت للعالم أننا شعب أليف أكثر من قطط الموائد ، وأننا نفوق الكلاب في البصبصة بالذيل ، وأننا نتنافس فقط من اجل أفعال : أكل وشرب ونام وتغوط وتناسل .

فاللهم أكثر علينا من أمثال اخنوش ، المتخصص في فشان الروايض ، ومن أمثال بنكيران أكبر بكاي على وجه الارض ، ومن لشكر ثاني متلون بعد الحرباء ، ومن شباط السياسي الذي يشرمل نفسه بلا هوادة ، ومن أمثال الياس الرجل الذي يقود حزبا مفلسا سياسيا رغم انه يحتل المرتبة الثانية ، ومن أمثال العنصر و ساجيد ممن يحتاجون لإذن من أسيادهم لدخول المرحاض ، ومن أمثال بنعبد الله الذي تفوق على الاطفال في عملية اللصيق في الكاموات من اللور ، اللهم لا تيسر في تشكيل حكومتنا حتى نتبع الكذاب الى عين الذياب ، ونتأكد فعلا من الدور الحاسم لهذه الحكومة ، فتيقن أنها عا زايدة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى