“ضمير” تسائل الضمير السياسي للأحزاب المغربية غدا بمركب زفزاف

تنظم حركة ضمير غدا الأربعاء مائدة مستديرة حول موضوع”الحكامة الحزبية في المغرب اليوم”، ابتداء من الساعة التاسعة والنصف ليلا بقاعة مكتبة المركب الثقافي محمد زفزاف/ المعاريف بالدار البيضاء، بمشاركة شخصيات قيادية منتمية إلى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والاستقلال، ولاشتراكي الموحد، والأصالة والمعاصرة، والتقدم والاشتراكية، والحركة الشعبية، والعدالة والتنمية، والنهضة والفضيلة.
وقدمت الحركة لهذه الندوة بورقة أكدت فيها أنالحياة الحزبية في بلادنا تعرف حركية ملحوظة على الرغم من التعثرات التي تعتريها. ويتساءل المهتمون بالشأن الحزبي والراغبون في المساهمة المواطِنة من داخل الأحزاب عن مدى ما تحقق من تقدم في تجويد عروضها بالنظر للتحديات المطروحة على المغرب من زاوية النهوض بقضايا الشأن العام وتفعيل مضامين الدستور الجديد الذي أولى للأحزاب السياسية أدوارا جديدة ونوعية، داخل البنيان المؤسساتي.
وإذا كانت الأخطار المحيطة في ما مضى بكل مهتم بالسياسة قد انتفت اليوم إلى حد كبير، بعد أن كان الاهتمام بها خلال فترة الانتهاكات الجسيمة مرادفا لمغامرة غير محمودة العواقب، فإن الأرقام المثيرة عن عدد العازفين عن الانخراط في العمل السياسي إلى اليوم وعن عدد المواطنين المتشكّكين في جدوى العمل السياسي كما يُقترح عليهم، تبعث على التفكير بغية تحديد الأسباب الحقيقية لهذا الوضع والمسؤولية تجاهه ومترتباته على بناء الدولة الديمقراطية.
وقال الحركة إن تحيين البرامج الحزبية والمقاربات الفكرية والاجتهاد في استكناه الواقع، والتي هي أسس بلورة المشاريع المجتمعية، طبقا للتحولات العميقة الجارية في المجتمع، تتطلب التواصل المستمر مع الرأي العام من خلال النقاش العمومي. غير أن هذا النقاش اليوم غالبا ما يتراجع إلى الخلف أمام “تقاليد” جديدة قوامها السباب والتجريح والهجوم اللفظي، بل والإرهاب المعنوي.
كما أن طرق تدبير الخلاف داخل أحزابنا – بحسب ما تعكسه الصحافة والإعلام – تثير أكثر من سؤال. والمؤتمرات الحزبية، عوض أن تكون في العديد منها محطة لتوضيح الرؤى وتقديم البدائل، تبدو – حسب البعض – كما لو أنها مناسبات لتجييش الأنصار من أجل السطو على مقاليد الأمور أو الحفاظ عليها. فضلا عن مؤشرات متواترة تدل على أن الحياة الداخلية لعدد من الأحزاب تشكو من عطب ضعف التواصل والمشاركة الفعلية في القرار من طرف المنتسبين، مما يدفع إلى التساؤل عن حقيقة تجذر الفكر والثقافة الديمقراطيين في الحقل الحزبي المغربي.