هبة وطنية تحت أنقاض المآساة و تلاحم بين العرش والشعب

لقد جالت صور الهبة الوطنية المغربية؛ ملكا وشعبا، إلى كل أنحاء العالم، حتى إن كثيرين أصيبوا بقشعريرة وهم يشاهدونها، ومن خلالها يشاهدون كيف آثر المغاربة إخوانهم وأخواتهم في المناطق المتضررة على كل ما عداهم، مشيدين ببلاغ الديون الملكي، الذي جاء شاملا متكاملا، يضع استراتيجية عمل واضحة المعالم، ويوجه كل الأطراف المعنية إلى حيث ينبغي أن تتحرك، بفورية، وجدية، ونجاعة، لا تقبل التأخير.
وأشاد هؤلاء، أيضا، بتلك المبادرات الكثيرة التي تداعى إليها المغاربة عبر ربوع المملكة، بكبارهم وصغارهم، من طنجة إلى الكويرة، ليكونوا في عون إخوانهم وأخواتهم، في المناطق المتضررة جراء الزلزال، بكل ما يستطيعونه، من تغذية، وأغطية، وماء شروب، وأدوية، وغيرها من وسائل العيش، مؤكدين أنها مثال فعلي للوطنية الإنسانية حين تسمو فوق كل شيء.
أي نعم، لقد كان الخطب جللا، غير أن الشخصية المغربية، بما عهد فيها من تلاحم بين العرش والشعب من جهة، وبين أبناء الوطن الواحد، من شماله إلى جنوبه، وهو ما تجسد مرارا وتكرارا، وفي مناسبات عديدة، أفرزت ملاحم وطنية مشهودة، جعلت المصيبة تهون على المصاب، وهو يرى أن الجسد كلها تداعى له بالسهر والحمى، في آية من آيات الوطنية الخالصة.
سيذكر التاريخ، بكثير من الفخر، والمشاعر الطيبة، كيف تلقى المغاربة بإيمان عميق قدر الله، واحتسبوا واصطبروا، وقاموا قومة رجل واحد، يبحثون عن الناجين تحت الأنقاض، ويغيثون من أصيبوا، ويقفون مع من لديهم حاجات ملحة وآنية، حتى نسي الناس الهزة الأرضية وزلزالها، وانشغلوا بالهبة الوطنية، وجميل أحوالها.
المصدر: https://snrtnews.com/article/83257 بتصرف.