“مول دانون” يصفع العثماني و وزراؤه

محمد الشمسي
لم تحمل ندوة رئيس مدير عام “دانون ” السيد إيمانويل فابير جديدا ، فالرجل لم يظهر للمغاربة المقاطعين أية نية في تسوية الخلاف تسوية فعلية وموضوعية ، لعلها تبدأ بفصل ذلك الأجير الذي تحدث باسم الشركة ووصف المقاطعين بالخونة ، حيث عاد رئيس مدير عام الشركة ليعزف معزوفة مشروخة ، من أنه جاء للمغرب للإنصات للمغاربة المقاطعين ، ومن أنه يتفهم قرارهم ويحترمه ، وعارضا فكرة أنه “غادي يطيح السوق” ، دون أن يعلنها صراحة ، حين تحدث على أنه لا يمانع أن تجني شركته أرباحا بسيطة أو رمزية ، بل لا بأس لديه في ألا تربح شركته “سنتيما واحدا” في الحليب ومشتقاته .
ومعلنا عن قرار يعتبر صفعة لوزراء حكومة العثماني الذين تباكوا وهددوا برحيل سنطرال حال استمرار المقاطعة ، حين نفى أية رغبة لشركته في هجر المغرب ، محدثا المغاربة عن أنشطة شركته الاجتماعية والرياضية ، وباسطا “أوجه الطعام والعشرة ” بين شركته والشعب المغربي ، ومؤكدا أن شركته تضمن جودة عالية لمنتجاتها ، في رد ضمني على أخبار تؤكد أن المغاربة يشربون حليبا قريبا من “التشليلة” ، وأن من مكوناته ” ماء وملون أبيض وزغاريت ” .
ومن خلال تحليل ندوة فابير ، يتضح أن الرجل يمثل شركة خلقت للربح ، لكنه يتحدث بهاجس التضامن وربح “اللي جاب الله” ، والبيع “براسلمال ” ، وهو تصريح قريب إلى المكر ، بعيد عن المنطق ، فلا يمكن إغفال أن الرجل هو “بيديجي ” دانون ، وهو منصب لا يتقلده إلا ملم بتقنيات التواصل ، لذلك من غير المستبعد ان تكون مقترحات الرجل في شهر شوال ، هي صورة طبق الاصل لعروض شهر رمضان ، قبل أن تجمع الشركة ” شطايطها” وترحل عن بلد نفر فيه ساكنته من منتوجها .