ثقافة و فنون

صناعة “التعريجة”.. إيقاعات فخر الجديدة

يتواجد بدوار الحشالفة بأولاد احسين ، الذي يقع على بعد حوالي 17 كلم جنوب مدينة الجديدة، أكبر تجمع لصناع الفخار، إذ يضم حوالي سبعين أسرة (رجال ونساء وأطفال)، تنشط بقطاع الخزف من أجل صنع ” الطعريجة أو التعريجة” / آلة إيقاع موسيقية مغربية، تصنف ضمن التراث الموسيقي المغربي ، وتصنع هذه الآلة من الطين والجلد ويتم تزينها بزخرفات مختلفة .

ويتم تسويق هذه الآلة الموسيقية ، التي تشتغل بها العديد من الأسر بهذه المنطقة طيلة السنة من أجل تسويق منتوجها، على المستوى الوطني خاصة بمناسبة بالاحتفاء بعاشوراء، الحدث الديني والروحي الذي يحتفي به المغاربة ويصادف ليلة 9 و10 من شهر محرم .

ويتم تزليج “التعريجة” ، تضيف السعدية ، وهو ما يرفع من قيمة تسويقها ، وتعد المنطقة الممول الأول لكافة التجار على الصعيد الوطني ، حيث يقصدونها من كل الصوب نظرا لجودة المنتوج من جهة والأثمنة من جهة أخرى.

ويتراوح معدل الإنتاج السنوي ما بين 30 و40 ألف وحدة مختلفة الأحجام، ويعزى هذا التفاوت إلى الأحوال الجوية ، إذ كلما كانت أحوال الطقس سيئة ، تراجع الإنتاج وتأخر، وكذا إلى التكلفة العامة لهذه الآلة الموسيقية والتي يدخل فيها ثمن الطين والحطب والنقل والمواد المستعملة كالصباغة والجلد ، الذي يجلب من مدينة مراكش، دون الحديث عن كلفة اليد العاملة والتي يشترك فيها كل أفراد الأسرة من الزوج إلى الزوجة ثم الأبناء، ولكل واحد دوره ، من العجن إلى التجفيف، إلى الحرق، إلى التجليد، إلى الصباغة .

ويواجه الصناع بعض المشاكل المرتبطة أساسا بقلة الحطب ، حيث تستهلك عملية طهي الطين أطنانا، مما يدفعهم إلى البحث عن بديل، فيلجأون إلى استعمال العجلات المستعملة وبقايا كارطون المعامل، إضافة إلى انحصار مجالات التسويق.

هذا المعطى فرض على الجمعية والمديرية الإقليمية للصناعة التقليدية، التفكير في استبدال الأفرنة التقليدية بأخرى حديثة تعمل بالغاز، إلا أن انتشار فيروس كورونا المستجد أوقف عملية استيراد قطاع الغيار .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى