هل يمارس العدالة والتنمية بجماعة الدار البيضاء”الضغط” من أجل العودة للتسيير؟

هل يبحث العدالة والتنمية بالدار البيضاء عن فرصة للمشاركة في التسيير، أو على الأقل البحث عن موقع قار ومنتظم ومؤسس في التشاور ونظام المقاربة التشاركية؟
فما يجري اليوم من صدام او افتعال للصدام يسير في منحى هذا السؤال، إذ تدل كل *المؤشرات* على أن الحزب لم يستأنس بعد المعارضة، لأنه يجد نفسه يعارض نفس الاختيارات والمقاربات والمساطر التي طبعت المرحلة السابقة.
الحزب يواجه من حيث لا يدري (او يدري) منطق الاستمرارية في العمل الجماعي، خصوصا في هذه الفترة قبيل المصادقة على برنامج العمل، لأن جميع القرارات المقررات المتداولة اليوم فيها استمرار لنفس منطق التسيير السابق.
وحتى في توزيع الحيز الزمني على الفرق الحزبية، الذي ينتقده “بيحيدي”، فهو نفسه الذي أقره في قانون داخلي للمجلس، وكل ما قامت به الاغلبية الحالية انها فعلته بنفس المنطق السابق.
فحين تمعن في أغلب *المواخذات* التي يسجلها الحزب على التجربة الحالية، فيمكن الاستنتاج بسهولة انها نفس المواخذات التي كانت توجه اليه، حين كان في التسيير.. بمعنى ان بيجيدي يعارض نفسه باختصار..
وبالعودة إلى الندوة الصحافية التي عقدها الحزب الاثنين الماضي، لم يطرح مشروع معارضة من موقع الفعل، بل من موقع رد الفعل والمظلومية التي تفيد ان الحزب لم يستوعب بعد نتائج الانتخابات واختيارات الناخبين الذين حكموا على التجربة برمتها بالتصويت ضدها.
كما أن لجوء الحزب إلى التصعيد السياسي والأخلاقي على أرضية وجود فساد ونهب للمال العام، وتحكم لوبيات تضارب المصالح في المدينة، هو مجرد كلام غير مؤسس على وقائع مادية، اكثر من “انطباعات”او “شبه معطيات” تزيد من تأكيد الفرضية الأولى التي تفيد بان بيجيدي يزايد ويضغط، بحثا عن موقع متقدم في التسيير..
كما تجب الإشارة أيضا إلى حملة شيطنة الموظفين والاطر الجدد وربط وجودهم بشخصية وازنة في التجمع الوطني للأحرار، في الوقت الذي يحرق فيه الحزب موظفين آخرين بالادعاء وجود معطيات شبه مؤكدة عن الفساد، علما أن هذه المعطيات (ان صحت) لن يكون مصدرها الا هؤلاء الموظفين.
واخيرا، لا نريد القول ان الحزب او بعض أعضائه يبحثون عن هدنة “ما” او تسوية مع الاغلبية، بسبب الملفات التي قد تكون موضوع شبهات في الفترة السابقة، لكن ما يجري اليوم من مناوشات وتصعيد غير مقنع للكثيرين، ومن بين هؤلاء أعضاء وازنون في الحزب نفسه لم يستوعبوا السلوك الجديد الذي يأكل من رصيد الحزب الاسلامي من المصداقية.