اختتام فعاليات موسم الوالي الصالح سيدي عمر ابن لحسن

ترجع أصول أولاد حريز تاريخيا، حسب مجموعة من المراجع، إلى “بنو سليم”، وهي من القبائل العربية التي نقلها الخليفة يعقوب المنصور إلى المغرب، واستوطنت فئة منهم منطقة تامسنا وقبيلة أولاد حريز ورياح وأولاد صالح. ومن أشهر وأقدم سكان قبيلة أولاد حريز أهل ابن رشيد، وترجع أصولها إلى بطن الفقرا، أولاد علال وفخدة أولاد يوسف من قبيلة أولاد حريز. وتنتمي أصول آل برشيد إلى جدهم الأعلى سيدي عمر.
ويعد موسم سيدي عمر ابن لحسن المحج المفضل للآلاف من بنات وأبناء أولاد حريز، ومناسبة لإحياء صلة الرحم بين الإخوة والأهل، بعد عام كامل من العمل. زوار يفدون من الدواوير والقبائل الحريزية وجميع المدن المغربية لحضور الموسم. ومن بين وسائل النقل القديمة المستعملة لزيارة الوالي الصالح سيدي عمر بن لحسن، “البركاصة”، وهي الوسيلة الوحيدة المستعملة في فترة الخمسينات لعبور واد أم الربيع إلى الضفة الأخرى السراغنة لزيارة الولي الصالح سيدي عمر بن لحسن. ولا زال كبار السن من أولاد حريز يتدكرون هذه الوسيلة، عند عبورهم الواد .
وكانت تستغرق الرحلة من برشيد إلى السراغنة مدة يومين إلى ثلاثة أيام، عبر العربات والبغال، فيما بعض الأسر الميسورة في تلك الفترة كانت تستعمل السيارة الخاصة أوالطاكسي وهم قلة .
طقوس وأجواء روحانية مثيرة تلك التي يشهدها كل سنة موسم الولي الصالح. الموسم الذي يقام صيف كل سنة يستقطب الألاف من الحريزيين الذين يعتبرون زيارة المكان بمثابة طلب للبركة من جدهم سيدي عمر بن لحسن المدفون بضريح بالمنطقة، حيث يحج له الزوار من برشيد و سطات وقبائل الفقرة ومزاب والعلوة وسهول الشاوية تادلة وحتى من خارج أرض الوطن. وهو موسم يجمع مختلف الفئات الاجتماعية، أغنياء وفقراء قبائل ولاد حريز.
داخل فضاءات الضريح كما هو الحال بمجموعة من الأضرحة بمناطق متفرقة من هذا الوطن، تحدث ممارسات متجذرة في ثقافة بعض الحريزيين المدمنين على التيمن ببركة الجد سيدي عمر بن لحسن، حيث ينتشر السحر والشعوذة والجذبة وغيرها من الممارسات التي تطرح أكثر من علامة استفهام في القرن الواحد والعشرين.
الجموع الكثيرة من الناس تقف لمشاهدة الموكب ويشتهر موسم الولي الصالح سيدي عمر بن لحسن بالذبيحة، حيث يتم خلال اليوم الأول ذبح ثور ضخم وسط جموع الزوار
وتبقى لأولاد احريز حكايات وقصص مع الثيران مستوحاة من ثراتهم الشعبي والوارد في مطلع هده القصيدة :
جرات الخيل وعيات، قطع الواد عاد مات..
أنا شفت بعيني، را الثور مدبوح يجري، تبعاه خيل ورجلي
الخيل تجري عرقانة، وساعة بلمكانا، اقطع الواد وجانا، اربح من زار معانا
ويتداول الحاضرون أن الثور يجري مسافة طويلة رغم ذبحه وفي مسار جريه تتسابق النسوة بمختلف أعمارهن على استخلاص كميات من الدم منه لطلائها على وجوههن وأيديهن معتقدات أنها تجلب الحظ والبركة و السعادة .
أما الرجال فلهم نصيب أيضا من الأعمال التي تمارس بالضريح، حيث يعتقد أن التغني بمقطوعات العلوة والتعياط والأمداح الخاصة بسيدي عمر تساعد على الفحولة وضمان القوة الجنسية خاصة. من بين ما تجود به قريحتهم سيدي عمرو حبيب وسيدي لحسن طبيب.
نساء ورجال يمارسن طقوسا داخل الضريح حيث يعتقد أن جثة الولي سيدي عمر بن لحسن مدفونة به، غناء وجدبة وتحيار وضرب وتمسح بالثابوت داخل الضريح
ويعد هذا الموسم أيضا فرصة للتجار لترويج بضائعهم حيث تنصب خيام قرب أضرحة الشرفاء تتحول أيام الموسم إلى مطاعم تبيع الشواء و الشاي والسفنج ومحلات تبيع الحلويات والتذكارات وغيرها .
وعن الاحتفال بالموسم يقول بعض المهتمين أنه احتفال بالقيم التي جاء بها هؤلاء الشرفاء الأولياء. وتعمل السلطات المحلية والإقليمية بتهييء الظروف المناسبة قصد التئام الموسم في موعده.
هوامش
تعود الصورة لشهر أبريل 1953 من أمام قبة الولي الصالح سيدي عمر بن لحسن وتؤرخ لزيارة بعض الأسر الحريزية خلال الفترة الربيعية.
الصورة 2: أرشيف سي الفاطمي رحمه الله
الصورة 1: تعود هذه الصورة لشهر أبريل 1953 : (البركاصة) الصورة من أرشيف; سي الفاطمي رحمه الله).