الرأي

نور الدين ودي يكتب: العدد و الإعداد و العدة .. !!

أصبح الصباح وحان موعد الدورة العادية للمجلس الإنتخابي بعد لقاءات وزيارات واتصالات ماراتونية بين الاطراف والأطياف المنتخبة وتدخلات بعض المتعاطفين وكبار القوم في صنع القرار الحزبي السياسي ، أفضت باستكمال النصاب العددي لإفتتاح هذه الدورة ، وهي لا تعدو ان تكون فقط لتصفية الحسابات الذاتية والعنادية بالغياب والمقاطعة أو الإنتقاد التهجمي .

وعودة الروح للرئيس المنتخب ومدى تمكنه من تجاوز المحن والعقبات لترؤس هذه الدورة ، ثم مدى قدرته تمرير نقط جدول اعماله والمصادقة عليها.. وقد تفتح ما بعدها من تجديد الثقة ومصداقية الوعود بين الأطراف او الهدوء التام والجمود لإبقاء الحال على ما هو عليه قبلها ..

وضع الرئيس المنتخب نقط جدول أعمال الدورة ؛ ابتداء بالتحويلات المالية من المنحة المرصورة للمقاطعات ، للقيام بمشروعه وبناء المسابح والملاعب الرياضية ، وهذا التحويل المالي المتكرر يوحي ان المجلس المنتخب ليست له رؤية واضحة على انشطته واعماله ، ولم ينتج لحد الآن برنامج عمل مفصل في كل المجالات ، وليست له القدرة الإنفتاح على جميع الشركاء لنسج مخطط متكامل يفيد المنطقة وساكنة عين السبع واولويات حاجتها الضرورية.

وهذه التحويلات المالية هي وسيلة تبريرية لعدم إسقاط أبوابها ورجوعها الى الخزينة بسبب عدم استعمالها لما خصصت له ، والحقيقة انها تعجز تمريرها في الصفقات العمومية لصعوبتها وخطورتها ، وتواجد المقاولات المتنافسة وربطها بتقرير اللجنة المشتركة بين المالية والسلطة المحلية والجماعة ومصادقتها ، بالمقابل سلاسة وسهولة صرف الأموال في الشق التنشيطي فقط بالتعاقد دون ابرام الصفقات وقدرتها ببيع وشراء السيولة المالية لتحقيق المآرب والمصالح ..!!
ومشروع الرئيس ببناء المسابح والملاعب توحي بشبهة اختصاصه المقولاتي ، وأن مصطلح البناء من اختصاص الجماعة ، وهو هدر للأموال العامة في الترفيه والتنشيط ، والندية النزاعية والعنادية في مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، وعدم المبالاة والإهتمام بالأولويات والبنية التحتية ..
ثم ملتمس نزع الملكية من الخواص والمواطنين للمصلحة العامة ، الذي ينبغي ان يكون عند التخطيط والدراسة في تصميم التهيئة الحضرية – يتجدد عقب كل 10 سنوات – مع جميع الأطراف ابتداء من المقاطعة إلى أمانة الحكومة مع ضمان حقوق المالكين للإخبار والتعرض وتعويضهم وعدم نهب أراضيهم وإفقارهم ..!!
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة ؛ كيف تريد ان تمرر مشروعا وتضع ميزانية مالية ضخمة بدون وفرة وتحديد الوعاء العقاري ، وكيف توفرهما معا بدون تقديم التصاريح والرخص التعميرية لها ..!!؟
وتبقى نقطة ملتمس تسمية احد الشوارع باسم الرئيس السابق والزعيم النقابي والسياسي الآستقلالي المسمى قيد حياته
” عبدالرزاق افيلال ” رحمه الله ، وهو الإجماع الوحيد بين الأطراف المتنازعة والمختلفة بالقبول والمصادقة دون ان يشوبه اي خلاف او عراك ، والأصل أنها سنة حميدة ينبغي ان تتوارث بين المجالس للتذكير وتكريم الشخصيات ذات الفعل السياسي أو النقابي أو الثقافي او الفني أو الادبي أو الرياضي .. وترك الأثر الطيب والبصمة المميزة .
اظن ان هذه الدورة العادية يهم فيها العدد ولم تهتم بالإعداد .. للحصيلة العامة والحديث عنها ، ولم تحفل بتقديم برنامج مفصل متكامل لمدة انتذابها… وقد تمر وتنهي العراك والصراع والحراك المؤقت وتمرر مصالحها ومآربها ، ثم تعود حليمتها لعاداتها ، ولن تكون أبدا نقطة تحول ديمقراطي مؤسساتي ونضج سياسي بالتحالف الرصين والثقة الحقيقية والمصداقية الثابتة والعمل المشترك.. اللهم استودعناك أمورنا إننا لا نحسن الإختيار ، فاختر لنا خيارنا لتدبير امورنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى