أحمد هازم: جريمة “شمهروش” تأكيد على ضرورة تحصين المكتسبات في مواجهة العنف والتطرف

أبو نضال
ندّد ” أحمد هازم”، السكرتير الوطني للفضاء الحداثي للتنمية و التعايش، الجمعية التي تأسست عقب الأحداث الإرهابية الأليمة التي عرفتها الدارالبيضاء في 16 ماي 2003، بالجريمة النكراء التي ذهبت ضحيتها سائحة نرويجية ودانماركية بإمليل بإقليم الحوز، مشددا على ضرورة التصدي للعنف بكافة أشكاله وللفكر المتطرف الذي مايزال يضرب المغرب بين الفينة والاخرى بالرغم من المجهودات المبذولة في هذا الصدد، مؤكدا في تصريح لـ “الاتحاد الاشتراكي” على أن جريمة ” شمهروش” هي عنوان على تغلغل الفكر الظلامي في مجتمعنا.
هازم، استعرض المحطات الدموية العنيفة التي مرّ منها المغرب منذ أحداث 16 ماي 2003، مؤكدا أن المؤامرة كان لها توابعها بحي الفرح وسيدي مومن ومراكش وغيرها، مبرزا في هذا الصدد أنه لولا يقظة الأجهزة الأمنية ونباهة السلطات المختصة، كل من موقعه، لعاش المغرب سيناريوهات دموية أخرى، بدليل تفكيك الخلايا المتواصل ووضع اليد على الذئاب المنفردة بين الفينة والأخرى لخير دليل على ذلك.
وشدّد السكرتير الوطني للفضاء الحداثي للتنمية والتعايش على أنه منذ ذلك الحين عاش المغرب تعبئة مجتمعية، وعرف المغرب الرسمي والشعبي رفضا قويا لكل أشكال الإرهاب والتطرف، والدعوة إلى تعزيز قيم السلم والتعايش، من خلال صيغ ومبادرات مختلفة، مشيرا إلى أن هذه المبادرات استمت تارة بالتوهج وتارة أخرى كان يصيبها نوعا من الفتور، بالنظر لغياب تصور واضح وملموس قابل للتنزيل تربويا ومجتمعيا بشكل دائم ومستمر لايعرف انقطاعا، إذ بقى باب الاجتهاد مفتوحا في هذا الإطار.
وأوضح أحمد هازم، أن الرفض الجماعي للإرهاب وللأفكار المتطرفة المؤطرة له، ظلت تعاكسه بين الفينة والأخرى بعض الأمواج المتلاطمة هنا وهناك ضد التيار، كما هو الشأن بالنسبة لاستضافة بعض مروجي الفكر المتطرف وعدد من منظري ودعاة “الانتحارية”، الوافدين على بلادنا من دول أخرى، الذين لهم مرجعية تكفيرية تشرعن القتل تحت مبرر “الاختلاف”، فيتم في جلسات خاصة حشو عقول أجيال جديدة بأفكار تنهل من قاموس العنف، يعلم الجميع تفاصيلها، الأمر الذي يعتبر مؤشرا خطيرا على التطبيع مع التكفير، وتعايشا معه وقبولا به، فهو وإن لم يترجم على أرض الواقع لكنه يشكل بيئة حاضنة ومشتلا لتفريخ المزيد من الإرهاببين مستقبلا؟
واعتبر هازم، أن التفاصيل الأولية لجريمة إمليل البشعة، هي تسير في نفس الاتجاه، وتطرح أكثر من علامة استفهام بشان تحصين المكتسبات التي راكمها المغرب في درب تعزيز قيم السلم والسلام، والتسامح، وتساءل الجميع بشأن مغرب الديمقراطية والحداثة المنشود، مؤكدا على أن الجميع اليوم مطالب، دولة ومؤسسات ومواطنين، بتحصين المكتسبات التي تمت مراكمتها، وأن يتحمل الكل مسؤوليته في الموقع الذي يتواجد فيه، دفاعا عن السلام، عن الحق في الحياة وفي الاختلاف، عن الحريات التي ناضل الكثيرون لأجلها، وعن كل ما يؤطر حياتنا اليومية دستوريا، واختتم مداخلته بالدعوة إلى المشاركة المكثفة في الوقفة المقررة يوم السبت 22 دجنبر انطلاقا من الساعة 11 صباحا بالرباط.