لعنة الوقت الميت تبلع نسور قرطاج

محمد الشمسي
انضاف المنتخب التونسي إلى قائمة المنتخبات الإفريقية العربية ضحايا الوقت بدل الضائع ، فكما كان الشأن بالنسبة للمنتخبين المغربي والمصري اللذين انهزما بعد انصرام الوقت القانوني ، فجاء الدور على نسور قرطاج ، الذين وقفوا الند للند في وجه الأسود الثلاثة ، حيث لم يستسلموا للهدف الأول الذي باغثهم به منتخب الانجليز ، واستماتوا حتى جاءهم الفرج بهدف التعادل ، وظلت المباراة متعادلة بين الفريقين اللذين تعادلا في اللعب والمستوى ، ولم يظهر فرق بينهما ، رغم الفارق بين نهج سيرة لاعبي كل منتخب ، وفي الوقت الذي اعتقد فيه التوانسة أنهم يخرجون بنقطة واحدة وهي في جميع الأحوال أفضل من “بلاش” ، وبعد انتهاء الوقت الأصلي وقبيل صفارة الحكم بدقائق معدودة ، تلقت شباك حارس النسور هدفا هدم كل فرحة ونسف الشعور بالأمل ، وضرب كل مساعيهم في العدد “صفر” ، وترك المدرجات ومعها اللاعبين والمتتبعين في حزن عميق على ضياع مجهود كبير .
وبهزيمة نسور قرطاج ينضمون إلى قائمة الفرق الإفريقية العربية التي طاردتها لعنة آخر أنفاس المباريات ، بعد أن كسر المنتخب الأفريقي الرابع وهو نيجريا هذه المعادلة وانهزم بهدفين نظيفين وداخل متسع من زمن المباراة ، ويطرح سؤال محير حول سبب خسارة المنتخبات الثلاث في الوقت بدل الضائع ، فهل يتعلق الأمر بافتقاد اللاعب الشمال الافريقي العربي للقوة الذهنية التي تجعله يفقد التركيز ؟ ، لا يبدو هذا السبب مقنعا أو على الأقل لا ينطبق على المنتخب المغربي الذي لا يمت لاعبوه لذهن لاعب شمال افريقيا بصلة ، باعتبار جل لاعبيه ولدوا خارج شمال افريقيا ، وبالتحديد في أوروبا ، هل يتعلق الأمر بقلة تجربة لاعبين وقوة الخصوم ؟ ، ولا يبدو هذا الاحتمال وجيها ، باعتبار المنتخبات الثلاث انهزمت أمام ثلاث مدارس متنوعة ومختلفة ، منها المدرسة الآسوية ممثلة في إيران ، والمدرسة الأمريكية اللاتينية ممثلة في الأوروغواي ، ثم المدرسة الأوربية ممثلة في الأنجليز ، فهل إذن يبقى الأمر مجرد صدفة ؟ ، قد يكون الأمر كذلك ، لأن كرة القدم ليست علما قائما على حسابات دقيقة ، وإنها لعبة يلعب فيها الحظ والصدفة دورا كبيرا في تحديد نتائج المباريات ، وقد لاحظ الجمهور كيف ان لاعبا في حجم رونالدو غلب المنتخب الاسباني بمفرده ، فكان لاعبا في حجم منتخب ، وقد ساعده عنصر الحظ ، في حين عجز غريمه ميسي على الخروج بمنتخبه فائزا ، رغم البون الشاسع بين المنتخبين الإسباني والإسلندي ، فكيف يفسر استئساد رونالدو على دفاعات الأسبان القوية ، ويفشل ميسي في اختراق خطوط إيسلندا التي لا يصل عدد سكانها عدد جماهير البارصا أو الريال في حي من الأحياء ؟ .
انهزم المنتخب التونسي ، وقبله المنتخبان المغربي والمصري ، والثابت أن الخيبة هي العنوان الأبرز للكرة العربية الإفريقية في الدور الأول ، ويبقى القادم أصعب على المنتخب التونسي ، الذي عليه أن يختار بين خيارين ، إما فك شيفرة هزيمة آخر لحظة ، أو حزم الحقائب قصد العودة إلى تونس .