تنظيم ندوة وطنية بمديونة حول “دور الدبلوماسية الموازية في الدفاع عن مقترح الحكم الذاتي بالصحراء المغربية”

عرفت الساحة المُجاورة لمقر بلدية مديونة٬ يوم السبت 10 ماي الجاري٬ ندوة وطنية تمحور موضوعها حول دور الدبلوماسية الموازية في الدفاع عن مُقترح الحكم الذاتي بالصحراء المغربية٬ من تنظيم فرع الدار البيضاء المُوالي للتنسيقية الدولية الداعمة للحكم الذاتي .
وقد حضر أشغال هذه الندوة محمد بديدة المنسق الدولي للتنسيقية٬ التي يتمركز مقرها بالدنمرك إلى جانب حضور محمد سالم الثوري المنسق الوطني٬ والوزيرة زينب العلوي تميم عن حكومة الشباب في قطاع الصناعة التقليدية فضلا عن حضور كل من أحمد غزاوي رئيس المغاربة الأمريكيين المُقيمين بواشنطن ٬واﻷستاذين مصطفى جياف ٬وعبد الفاضيل أكنديل ومُمثلين عن فروع التنسيقية المذكورة عن جهة الرباط وفاس .
وقد أكد رئيس المجلس البلدي عبد الله مُهتدي في مستهل كلمته على أهمية الخطاب الملكي في الذكرى الرابعة والثلاثين٬ الداعي إلى انخراط المجتمع المدني٬ من أجل الدفاع عن مقترح الحكم الذاتي ٬وفتح نقاش مُوسع بهذا الخصوص تشارك فيه جميع الفعاليات بهدف تمكين المهتمين٬ من أداء مهمتهم الدبلوماسية الموازية ٬إلى جانب الدبلوماسية الرسمية بما يخدم المصلحة العليا للبلاد.
أما مصطفى جيان المحامي بهيئة الرباط٬ فقد تطرق لمحور الدبلوماسية في شقها المُتعلق بالمجتمع المدني من أجل الدفاع عن مقترح الحكم الذاتي٬ حيث أكد على أنه لا وجود لشعب صحراوي بتندوف٬ بدليل أن سكان المنطقة كانوا يقدمون الولاء والبيعة لسلاطين المغرب٬ وأن حدود البلاد كانت شاسعة تصل إلى الحدود السنغالية٬ وأنه لا وجود لمقومات الدولة لهذا الشعب في ظل غياب أرض تحتويه ٬وافتقاره لسُلطة سياسية تُدبر شؤونه ٬ولا يمكن اعتبار أفراده بلاجئين٬ ﻷن حق اللاجئ قانونيا هو الحصول على وثائقه ٬وحرية تنقله وأن يكون مُضطهدا في بلده الأصلي وهو ما ينتفي في هذه الحالة معتبرا الصحراويين الموجودين في تندوف بالمُحتجزين٬ يتعرضون لمختلف أنواع الإذلال والمهانة ٬ويعيشون في بقعة أرضية مُحاصرة في ظل ظروف تفتقد إلى أبسط الشُروط الإنسانية مؤكدا في آخر مداخلته على أهمية مُبادرة الحكم الذاتي٬ في إيجاد حل سياسي يضع حدا لهذا المُشكل المُصطنع الذي عمّر بالمنطقة طويلا٬ مُفوتا على المغرب فُرصة استكمال وحدته الترابية٬ دون أن ينسى توجيه لوم شديد لوسائل الإعلام المُختلفة التي قال على أنها لا تُواكب إعلاميا هذا الملف ٬ عبر تغطية الندوات والتعريف بالقضية الصحراوية .ولام أيضا المركز السينمائي المغربي الذي لا ينكب عن ترويج وإنتاج أفلام تتعرض للقضية الصحراوية ٬ من أجل التوعية بها٬ والإحاطة الفنية بكل جوانبها .
من جهتها زينب العلوي تميم وزيرة الصناعة التقليدية في حكومة الشباب٬ فقد تحدثت عن تاريخية المنطقة التي لم تنفصل قط عن المغرب والوطن٬ إلا بعد أن دخلها المستعمر الاسباني ٬الذي حاول طمس معالمها فلقي مقاومة شرسة من طرف رجالات المغرب الصحراويين ٬مؤكدة على أن مشاركة أبناء الصحراء في مُقاومة المُستعمر لدليل قوي على إيمان هؤلاء المقاومين بمغربية الصحراء .
أما تدخل اﻷستاذ عبد الفاضيل أكنديل فقد تركز حول دور الأحزاب السياسية في هذه الدبلوماسية الموازية٬ من خلال المهام التأطيرية والمبادرات التعبوية٬ورسم السياسات العامة لهذه الدبلوماسية .لكن الأحزاب في حاجة إلى تطوير أدائها خارجيا عبر تفعيل وجود حقيقي في الدول الاروبية وغيرها بدل الاقتصار على ماهو انتخابي محلي .
بدوره رئيس الجالية المغربية المقيمة بأمريكا أحمد غزاوي تحدت عن المجهودات التي يبذلها مغاربة أمريكا ٬من أجل الدفاع عن القضية الصحراوية من خلال حضور اللقاءات والندوات المختلفة ٬التي تتطرق لهذه القضية والدفاع عن مشروع الحكم الذاتي .
وفي نهاية الندوة أُعطيت الفرصة لبعض المداخلات من الفعاليات الحاضرة التي تود معرفة مصير محمد ولد سلمى الذي قالت على أنها لم تعد تسمع عنه شيئا ٬وطرح أحد المُتدخلين مُشكل عدم معرفة العديد من الناس لجغرافية الصحراء ٬مؤكدا على ضرورة القيام برحلات إلى الأقاليم المغربية الصحراوية ٬من أجل التعرف عليها ميدانيا ٬داعيا الجماعات المحلية إلى تخصيص رحلات عبر حافلاتها التي قال على أنها تُستغل فقط في رحلات إلى مولاي يعقوب٬ وسيدي حرازم لغرض انتخابي فقط.
وتم طرح مشكل آليات تفعيل انخراط مُختلف الفاعلين في الدفاع عن الوحدة الترابية٬ في ظل غياب الدعم المادي والتكويني٬ وفي ظل أيضا عدم الإلمام بالخلفية التاريخية من أجل الدفاع الايجابي عن هذه القضية٬ وإظهار مدى درايتنا بكواليسها وخباياها.
وارتباطا بنفس الموضوع ٬فقد أفادتنا مصادر مطلعة على أن بعض المشاكل اعترضت طريق هذه الندوة أثناء التهيئ لأشغالها٬ لولا تدارك الموقف في آخر لحظة٬ بعد أن سُدت الأبواب في وجه الجهات المُنظمة٬ ولم تُفتَح إلا بعد أن وصل صدى خبر هذا المنع ٬ إلى وزير الداخلية٬ في شكاية استعجالية كان من نتائجها فتح الأبواب المُوصدة ٬وتقديم اللوجستيك الضروري لإخراج هذه الندوة لحيز الوجود .لكن يبقى ما أثار تذمر المنظمين أكثر هو غياب القناتين الأولى والثانية عن التغطية الإعلامية٬ رغم توصلهما بمُراسلة في الموضوع مند ما يزيد عن أسبوع من تاريخ انعقاد الندوة .