شؤون محلية

المهندس شفيق ابن كيران يشخص علاقة التعمير بالتنمية

كلما دار الحديث عن العمران بالدار البيضاء تقفز إلى الدهن مجموعة من التساؤلات ظلت على الدوام أجوبتها معلقة لعدة أسباب سنأتي على ذكر بعضها ونعود للبعض الآخر في مناسبات مقبلة ، لأن التعمير بالعاصمة الاقتصادية لايمكن الإحاطة به في مناسبة واحدة مهما كان الحيز الزمني المتاح لها .
وليكون التعمير رافدا من روافد التنمية كان لزاما أن يكون التخطيط لتعمير المدينة مرتبط بتنميتها ، فهل تحقق هذا الترابط، سؤال طرحناه على المهندس محمد شفيق ابن كيران ، باعتباره متخصصا في المجال، ولكن أيضا لتحمله مسؤولية تدبير الشأن المحلي بالعاصمة الاقتصادية ، حيث كان رئيسا لمجلس جهة الدار البيضاء الكبرى ورئيسا لمقاطعة عين الشق ، حيث واكب وساهم فيد التهئ لكل تصاميم التهيئة الخاصة بالمدينة والمقاطعة، وفي رأيه إن الإشكال الذي واكب التعمير بالدار البيضاء لايتعلق بوثائق التعمير، بقدر مايتعلق بما تتعرض له المدينة من تشوه عمراني ألحق ضررا بالغا بها وعطل عجلة التنمية لسنوات عديدة، مؤكدا أن مخططات التهيئة التي عرفتها المدينة منذ مخطط بروست سنة 1917، مرورا بمخطط إكوشار لسنة 1951وصولا لمخطط بانسو سنة 1984، كان دائما السؤال المتحكم في هذه المخططات هو كيفية جعل تنظيم المجال كرافد للتنمية ، لكن للأسف الشديد يقول المهندس ابن كيران ، ظلت المدينة منفلتة ، و التحكم في مجالها صعب المنال ،لعدة أسباب ، مشددا على أن أهم هذه الأسباب هو انتشار البناء العشوائي بضواحي المدينة ، سواء تعلق الأمر بالسكن غير اللائق أو المعامل والوحدات الصناعية العشوائية ، والتي ساهمت لسنوات طويلة في استنزف قدرات وموارد المدينة ، حيث تم رصد اعتمادات مالية ضخمة لتصحيح الاختلالات التي تسبب فيها هذا البناء والتكلفة الباهضة لإعادة إسكان قاطنيها، ناهيك عن ضياع ملايير السنتيمات عن خزينة الدولة والمدينة نتيجة تملص الوحدات الصناعية العشوائية من أداء الضرائب والرسوم حيث تشتغل في الخفاء ولاتربطها بالقوانين أي صلة ، المجهود المبدول لتصحيح الاختلالات ، في نظر ابن كيران ، كان يجب أن يوجه لتنمية البنيات التحتية وسد الخصاص المسجل في عدد من القطاعات، مشددا على أن السلطات العمومية بمدينة الدار البيضاء ( سلطات محلية ومنتخبين ) بتعليمات ملكية سلمية ، استطاعت أن تحقق تقدما كبيرا في سبيل القضاء على الاختلالات العمرانية التي تعرفها المدينة وتعيد إسكان قاطني السكن الصفيحي وغير اللائق ، وبفضل الدعم الملكي توفرت اعتمادات مالية لهذه الورش، الذي مازال في حاجة لمجهود جبار لاتمامه ،وجعل المدينة مندمجة ودامجة ،توفير العيش الكريم لساكنتها ، ومنتجة لتنمية مستدامة ، منبها إلى أن مايجري بضواحي المدينة من بناء عشوائي( سكن ووحدات صناعية) لايساعد على تحقيق هذا المبتغى، ويعطل التنمية

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى