الرأيعين على المونديال

أسود السينغال تمسح عار إفريقيا

محمد الشمسي :
فازت السينغال على بولونيا ، لتغسل عار قارة أوفدت المنهزمين من المنتخبات ، فازت السينغال لتصحح طريقا منحرفا رسمته أربع منتخبات إفريقية تهاوت أمام خصومها كالعصف المأكول ، فازت السينغال لتتنفس معها قارة بإسرها صعداء نسمة النصر ، لتبسلم جرحها الغائر ، بعد أن غدر بها لاعبون ظنتهم نجوما حقيقية ، فإذا بهم يأفلون تباعا  ، وكان الفوز السينغالي نتيجة وأداء ، فالخصم هو المنتخب البولوني الثامن عالميا في ترتيب الفيفا ، وهو يعج بالنجوم المحترفة في صفوف كبريات الأندية ، لكن المنتخب السينغالي بكبرياء إفريقيا وطموحها ، وبرقصتها وحبها ، وبصبرها وتحملها ، تحرك منذ البداية صوب شباك بولندا ، فأحرز هدفا ، بعدما أذاق الأوربيين طعم النيران الصديقة أو “فلتة القدم” ، وظل المنتخب الإفريقي يقظا متأهبا عازما على المزيد من هز الشباك بما يضمن له نتيجة تجعل الطريق نحو القمة معبدا ، وتأتى للسينغاليين ذلك بعد أن طار مهاجمه على كرة من تمريرة “ناقصة” للاعب بولندي ، فخطفها المهاجم السينغالي من قرب الحارس وترك هذا الأخير “يبقللل” ، وهرب بها نحو مرمى وجدها فارغة ، وأودع الهدف الثاني الذي أمن النتيجة للأسود السينغالية ، ولم تكن انتفاضة البولونيين في حجم انتفاضة “ليشفاليسا” ولا “نقابة التضامن” في عز أيامها ، بل كانت ردة فعلهم باهتة بادرة ، سجلوا منها هدف الشرف ، دون أن يقووا على إضافة المزيد .

والواقع أن القرعة كانت رحيمة بالمنتخب السينغالي ، فتواجده إلى جانب المنتخب الياباني ، ومعه الكولومبي مع البولندي ، يجعله محظوظا ، فالقرعة لم تضعه بين كماشة منتخبات لا ترحم فوق المربع المستطيل ، ولعل الفوز في المباراة الأولى وإزاحة بولونيا ، يجعل مواجهة السينغال مع اليابان في صالح الفريق الإفريقي ، فاليابانيون ليسوا بارعين في لعبة كرة القدم كما هم بارعون في غيرها من القطاعات والصناعات والاختراعات ، لذلك فالتهامهم من طرف أسود السينغال متوقع ومستساغ ، ثم إن المنتخب الكولومبي هو في قبضة السينغال ، باعتباره انهزم أمام اليابان ، وهو ليس بالكتيبة الفعالة ، وعموما كل المقادير توفرت للسينغال لتصنع حلوى إفريقية كبيرة ، تجعلنا كأفارقة نتذوق من عتقها ، كي ننسى أو نتناسى سقوط أوراق الخريف لمنتخبات كانت تشكل شجرا كرويا باسقا ، فلا محمد صلاح ولا حكيم زياش ولا صابر خليفة ولا جون اوبي ميكيل استطاعوا إثبات أن إفريقيا موطن المواهب ، بل انهاروا ورفعوا الرايات البيض ، وخرجوا من الدور الأول يجرون ذيول الخيبة والهزيمة ، ويبررون فشلهم بمبررات خارج قاموس كرة القدم ، فهنيئا لنا نحن معشر الأفارقة بأسود السينغال ، فقد أشفت غليلنا على الأقل كانت بسملتها رابحة ، ومزيدا من التألق للمنتخب السينغالي ، فالتنافس قاري ، والانتماء إلى القارة أو الأرض أقوى في الرياضة من البحث عن انتماء قبلي أو عرقي لا يمتان للرياضة بصلة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى