تنتهي، اليوم الأحد، فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان ربيع مرس السلطان المنظم على مدى خمسة أيام (17 و21 ماي 2017) فيها سكان المقاطعة وضيوفها لحظات من المتعة والاستفادة والاستمتاع على إيقاعات الفن والطرب والتنشيط الثقافي والفكري والنقاش العمومي في عدد من المواضيع الأساسية، واحتفاليات في الرياضة والموسيقى والتباري المسرحي وأيام تحسيسية تهم صحة ومستقبل الشباب.
وتحول المهرجان إلى نقطة جذب ثقافي وفني ورياضي، إذ استطاع أن يحقق نسبا مهمة في المتابعة يعكسها العدد الكبير من المواطنين بمختلف فئاتهم العمرية والتعليمية الذين حرصوا على الحضور والنقاش والتفاعل والمساهمة، حسب نوعية الأنشطة التي احتضنتها عدد من المؤسسات والفضاءات الشبابية والرياضية، بينما تقرر تنظيم الندوات الفكرية والثقافية بخزانة “لامارتين”. وانطلق ربيع مرس السلطان يوم الأربعاء 17 ماي الجاري، الذي اختار شعار “إبداع تشاركي من أجل ترسيخ قيم المواطنة”، بحفل افتتاحي بخزانة لامارتين ترأسه عبد الواحد الدرعي، النائب الأول لرئيس المقاطعة نيابة عن الرئيس زكرياء بنكيران.
وقال الدرعي إن المهرجان المنظم بشراكة مع فعاليات فعاليات المجتمع المدني بالمنطقة يعتبر فرص جديد لمد جسور التواصل مع الساكنة، مؤكدا أن القانون التنظيمي للجماعات (14/113) فرض على المسيرين والمنتخبين الاهتمام بشق مهم هو التنشيط المحلي في إطار سياسية للقرب، والتشجيع على دعم المجالات الثقافية والاجتماعية والرياضية وأخرى.
وأوضح الدرعي أن اللجنة التنظيمية للمهرجان حصرت على التنوع وتلبية مختلف اهتمامات السكان والمستفيدين، حيث شمل البرنامج حفلات فنية طربية، ندوات تكوينية وفكرية، ذاكرة مرس السلطان، مسابقات ثقافية، صبيحات تربوية، كيرميس، أيام تحسيسية لمحاربة المخدرات، ملتقى الشعر المحلي، أيام مسرحية، دوريات رياضية، أيام الدعم والتوجيه الدراسي.
وتميزت حفل الافتتاح أيضا بعرض بعض المنتوجات الخاصة بالمكفوفين الذين حضروا هذه التفاعلية وتقاسموا مع الحضور منتوجاتهم من صنع أياديهم، وصرح غنام محمد، رئيس جمعية يد في يد للكفيف والبصير، أن هذا المهرجان هو فرصة أمام المكفوفين لإظهار قدراتهم وإبداعاتهم وقدرتهم على تحدي الإعاقة.
ومن بين الندوات التي شدت اهتمام الجمهور وتابعها بخزانة “لاماراتين”، الندوة التي احتفت بعودة المغرب إلى بيته الإفريقي، إذ أثنى جامعيون وباحثون وفاعلون جمعيون، وقالوا في ندوة فكرية حول “رهانات عودة المغرب للإتحاد الإفريقي”، نظمت بشراكة مع جمعية المرصد المغربي لنبذ الإرهاب، إن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي هي تتويج للدبلوماسية وللجولات الملكية في القارة، التي فاقت الأربعين، ولمئات الاتفاقات ومذكرات التفاهم. ومست الاتفاقات المبرمة بين المغرب وبين دول إفريقية جنوب الصحراء، قطاعات الاتصالات والبناء والأشغال العمومية والبنى التحتية والمصارف والتأمين والسياحة والخدمات.
وتطرق المحاضرون إلى الجانب السياسي والديبلوماسي، إذ استطاع المغرب بجرأة كبيرة أن يقطع من سياسية الكرسي الفارغ الذي كان يستغله خصوم الوحدة الترابية لتمرير مخططات الانفصال والارتزاق على حساب المواطنين المغاربة المتحدرين من الأقاليم الجنوبية. في الشق الثقافي، احتضنت بدار الشباب بوشنتوف، الخميس 18 ماي، ندوة حول موضوع “المسرح والجمهور”، تندرج ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان ربيع مرس السلطان. وأطر هذه الندوة اﻷستاذ محمد فرح، الفنان المسرحي ورئيس جمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح وسط حضور جماهيري متنوع، بين رجال اﻹعلام والفن والتمثيل ورواد المسرح، وفعاليات المجتمع المدني وأعضاء مجلس المقاطعة.
عرض الأستاذ محمد فرح خلال هذه الندوة دور المسرح في التواصل المباشر مع الجمهور، والرسائل التي يتلاقاها رواد المسرح من خلال بعض المواضيع التي تناقش، إما بطريقة دراماتيكية، أو تجسيد واقع المجتمع ومعانات الطبقات المختلفة، وتطرق نفس المتدخل إلى الأساليب التي ينبغي على الممثل المسرحي أن ينهجها أثناء صعوده للخشبة، وكيفية التعامل مع الجمهور، وأساسية الحوار وتعدد المجالات الخطابية التي ينبغي على الممثل اﻹعتماد عليها وهو يؤدي دور معين خلال المسرحية، وتفاعل الحضور مع اﻷستاذ الذي حاول التطرق إلى الإكراهات التي يعانيها المسرح المغربي، وطرح حلول للرقي بدور المسرح ومحاولة استعادة جمهوره، من خلال تحسين عمل اشتغال الممثل المسرحي. في إطار فعاليات الدورة الثالثة نفسها، نظمت، الخميس 18 ماي، مسابقة ثقافية متنوعة خاصة بتلاميذ التعليم الثانوي الإعدادي بثانوية الخوارزمي.
وشاركت في هذه المسابقة خمس إعداديات، هي محمد الشيخ، ويوسف ابن تاشفين والمنصور الذهبي وقسطلاني، ورابعة العدوية، بمعدل ثلاث تلاميذ وتليميذات لكل مؤسسة.
وتنوعت منصة التحكيم بين أساتذة وموظفين بلجنة الشؤون الاجتماعية ينتمون إلى مقاطعة مرس السلطان. واختلفت اﻷسئلة المقدمة من قبل لجنة التحكيم بين الثقافة العامة، والتاريخ والجغرافيا، والرياضة، وبعض المسالك العلمية، واﻹسلاميات، من أجل اختبار التلاميذ المشاركين ومحاولة خلق جو تنافسي بينهم، ما أعطى للمسابقة نكهة خاصة نظرا للتفوق الكبير لبعض المنافسين.
وبشراكة مع أكاديمية محمد السادس، نظمت ندوة تحسيسية حول الأدوار الحيوية التي تلعبها الرياضة في حياة الإنسان بشكل عام والممارس بشكل خاص. واستجاب الحضور الذي طرح أسئلة مختلفة ومهمة خلال هذا اللقاء التي يصب في مصلحة جميع الفئات العمرية، حيث أنهم أكدوا على أن ممارسة الأنشطة، والألعاب الرياضية تعود بالنفع على ممارسيها، وعلى المجتمعات التي ينتمون إليها.
وتخللت هذه الاحتفاليات الثقافية والفكرية، ندوات ولقاءات تحسيسية وفضاءات للحوار والنقاش في مواضيع تهم الشباب، مثل مخاطر المخدرات والإدمان، كما عاش سكان المقاطعة وضيوفها وأطفالها لحظات من الاستمتاع، سواء عبر تنظيم صبيحات وكريسميس للأطفال، أو من خلال السهرة الختامية التي شارك فيها عدد من الفنانين، أبرزهم الفنان الشاب عبد ا.