أهل التخريب والتشييد

يُحكى أن السلطان العثماني سليمان القانوني طلب أن يؤتى إليه بمهندس موثوق بعلمه و أمانته ، فجيء إليه بمهندس من أصل أرمني إسمه معمار سنان ، – أسلم بعدها – فعهد إليه بهدم إحدى السرايات القديمة وإنشاء سرايا جديدة مكانها …
بعد الإنتهاء من تشييد هذه السرايا ، استدعاه السلطان ، وقال له مستغربا : ” عندما كنت تهدم السرايا استخدمت عمّالاً ، ثم استبدلتهم بعمّال آخرين في البناء ، فلماذا فعلت ذلك ؟؟ “… أجابه المهندس بذكاء : ” ناس للتدمير وناس للتعمير ، ومن يُصلح للتدمير لا يُصلح للتعمير ” …
والعبرة هنا واضحة جلية ، يستفاد منها أن السياسي المنتخب ، قد يكون مدمرا لنفسه ، ومخربا لذاته ، ومحبطا لمنجزاته ، بإعتماده على حفنة من المرتزقة الفاسدين ، لا يحسنون سوى الإكتساح في التقويض ، والإجتياح بالإِتْلاف والتردي ، والإنبطاح بالإِعطاب والإِسقاط ، تلك شرذمة الفساد والإفساد ، سواء من أفراد بعض الجمعيات ، أو بعض الموظفين الجماعيين أو غيرهم ، لهم سمعة سيئة ، وصفات مشينة ، بتعاملهم مع الغير ؛ بالبطش والإستغلال ، وإشاعات الكذب والبهتان ، وفتوات وإيتاوات .. والإستناد على بعض أفراد الجمعيات ، كطبال ناسف لعمل الخير ، ونفار للشر معتمد ؛ وللسوء كاسح ، وبرَّاح بالمصائب ؛ مخرب هارٍ . تستفيد من بعض المقرات الجماعية ، وتحويلها إلى مقاولات استرزاقية . وبعض ملاعب القرب المغرية بمحصلاتها المالية . وبمنح مالية مغرية ؛ قسمة ضيزى في الظلام – حسي مسي – بين الداعم والمدعوم …!!
ويشهد شاهدهم أنهم يوزعون القفف الرمضانية الهزيلة بسخاء على الميسورين والمرتزقة دون المحتاجين والمعوزين وتجد البعل والبغل ، يدعوان بعض الجمعيات الشريفة في اليوم العالمي لحقوق المرأة بتكريمهن ، على ورقة بخس ؛ فينقلب سحر هاروت وماروت ؛ بالإفلاس والتصدي . وموظف جماعي هجين ، ورويبضة العربيد الآشر الشر ، وفيروس فتنة ، وهو ممراض سقيم ، بعلل العجز منهاك ، والشلل وصيب ، وبالصيام يمنع ويفطر ، لا يشفق على نفسه ؛ وهو المعتوه بتحركه المشبوه ، لا يتقي المحظورات ، ويحرج نفسه بانبطاح المذلة والإنكسار ، يجول مرغما بوجعه وانينه ؛ حمَّال للقفف كالآتان البلهاء الوحشية ، تدور برحى سيارته الوظيفية ، تائه كاره وساب شاتم ، ويسعى من الآخرين تمويله باسم سيده وربه ، لكن توجه عند الحانوت ومتجر البقال ، بدل المعوز المنهار ، وتقايض مالا ، وحاجات لا تذكر..!!
هذه حصيلة البلقنة ، وهذا هو التزوير الناعم ، وهذه هي الخسارة الطائشة ، من هؤلاء الحثالة الهدامة ، غلب عليهم السفه والبلادة والغباء والطيش ، وللأسف الشديد .. هم ليسوا رسميين مع السياسي المنتخب ، يتلونون ولا يتحزبون ، يتنقلون كالذباب النتن ، من قنوات الشره ، طمعا وجشعا في حاجياتهم ونزواتهم ، خدمة مع المنتخب السياسي الحاضر الواجد وليس الميت الغابر الهالك
لا يعول عليهم المنتخب السياسي ، ويحتاج العاقل الفطن المدرك ، حتما لأهل البناء الشرفاء ، ورجال التشييد الأنقياء ، ويستحيل أن يتمسك بهؤلاء المرتزقة والحطيئة أو يجمع بينهما في الهدم والبناء ، إن الذين دمّروا المجتمع المدني ، وعاتوا فسادا إداريا ، هم أعداء النجاح ، لأن من يُصلح للتدمير لا يُصلح للتعمير … والمنتخب يشغل نفسه بالنوافل طمعا بالتسمر في الكرسي والمناصب ، ولا يفضي أمره الا بالواجبات والمكلفات والفرائض ، ” وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم “