في اول مباراة ل “اسود الاطلس لايت” يعني “اللوكال ” يعني ” منتخب بلاد ” مثل سمك السردين ، حصل منتخب امحمد فاخر على نقطة واحدة تبعث على الشفقة ، وفي خضم جعجعته لم يقو السيد فاخر على الانتصار حتى على منتخب الغابون ، وعندما نقول منتخب الغابون للمحليين ، فإننا نقصد طبعا لاعبي البطولة الغابونية ، وإذا كان فاخر لم يستطع الفوز على الغابون ، فهل سيفوز السيد فاخر على منتخب ساحل العاج المجروع بهزيمة ، وعلى منتخب البلد صاحب الارض والجمهور رواندا ، بالنظر الى الطريقة التي لعب بها ” الاسود ديال لبلاد ” أمام الغابون ، فأعتقد انه على السيد فاخر وطاقمه أن يجمعوا الحقائب اولا ثم يدخلون الى الملعب ثانيا ، لانهم بهذا الاسلوب “راجعين وراجعين بكري ” ، السيد فاخر جعجع قبل انطلاق المنافسة ، فأكثر من التشكي ، حتى أن عدوى تشكيه اصابت لاعبيه ، الكل يشتكي من ارضية الملعب ، ومن احوال الطقس ، ومن بعد المسافة ، ومن سوء القرعة ، الكل يريد ان يلعب في فندق خمس نجوم ، ويريد خصما ميتا وشباكا فارغة لكي يسجل ، يريدون اللعب في منازلهم ، ياله من زمن بئيس .
ترى بكم “طلعت ديك النقطة اللي دبر عليها فاخر والجوقة ديالو ” ، تربصات واستعدادات ، وسفريات و”بريمات ” ورواتب ومنح كل ذلك من اجل نقطة واحدة ، في الواقع لا يجب ان نغضب على المنتخبين المغربيين ، المنتخب واحد والمنتخب واحد “بيس” ، لاننا نكذب على انفسنا حين نعتقد أننا الاقوى ، أو الافضل ، افريقيا وعربيا وربما حتى دوليا ، لاننا نكره التاريخ الذي يقول لنا ان في خزانتنا كاسا افريقية واحدة ووحيدة ، فزنا بها في مباراة نهائية انهيناها بالتعادل ، ويا للمفارقة ، هل بقي في العالم اليوم مباراة نهائية تنتهي بالتعادل ويتوج احد الفريقين بكأس ؟ ، حقيقة كانت ايام الغفلة فعلا ، وكنا نفوز على منتخبات لا تملك حينها حتى اقمصة موحدة ، وبعضها لا يقوى حتى على إتمام زمن المباراة ، كان يا ما كان ، واليوم عندما اشتدت سواعد المنتخبات ، وباتت كرة القدم صناعة ورأسمال ، وباتت ميزانيات اندية تضاهي ميزانبات دول مجتمعة ، وباتت القيمة المالية للاعب تساوي مديونية نصف قارة ، انسحبنا ، أو قل “بان الديفو ديالنا ” ، اصبحت علاقتنا بكرة القدم تظهر من خلال شغب جماهيرنا التي اضحت تنتقل من الملعب الى غرفة الجنايات .
هذا هو منتخب المحليين الذي كم نادى اولئك المحللون أو المحرمون بالاعتماد على بعض عناصره في المنتخب الاول ، منتخب من “خيرة ” ما انتجت البطولة المسماة ظلما وعدوانا بالاحترافية ، بطولة احترافية ، بمعنى مشاكلها احترافية ومحترفة ، ففي بطولة احترافية لا يجد فريق ملعبا ، ولا يتوصل لاعبون برواتبهم ، ويقول لهم المسؤولون ” عا صبرو معانا آدراري دابا يفرج الله ونضبرو عليكم ” ، بطولة يؤدي فيها واحد من الجمهور 50 درهما وعندما يدخل الملعب يكسر سياجا وكراسي ، قيمتها 5000 درهم ، ويضرب شرطيا يرسله الى غرفة الانعاش ، وخارج الملعب يكمل صاحبنا “حيحته ” .
بئس بطولة احترافية لم تنتج منتخبا يقوى على هزم بلد لا نسمع على بطولته شيئا ، نحن دولة الديربي الاول او الثاني او الثالث او العاشر كما يصنفه السفهاء منا ، الديربي الذي لم يبق له من الديربي سوى ” الفانت ” ، ديربي لافتات “قلة الترابي” ، وديربي الغش والتزوير ، حيث يظهر الملعب ممتلئا عن آخره وقد حوى قرابة 100 الف من الجماهير في حين يتم الاعلان عن بيع 45000 تذكرة فقط ، ولا من يحرك ساكنا في هذا النصب المفضوح ، ديربي “الحياحة و البلطجية ” ومشاهد البوليس وهم يأكلون “شبعة ديال العصا” من عند جماهير الديربي او جماهير البطولة الاحترافية ، هذا هو الديربي الاول او العاشر او حتى الاخير ، لم يفرز لنا عشرة لاعبين يستطيعون زرع الفرحة في نفوس شعب ضاق ذرعا من ازمات كرته ، وهو الذي ينفق عليها من عرق جبينه ، وتزاحمه هذه اللعبة الماكرة في قوت ابنائه ، فلا اللاعبون لعبوها جيدا ولا فلوس الشعب صرفت في مصلحته ، وكل من جادل او ناقش يوصف بابشع الاوصاف .
لم يبق امام السيد فاخر سوى مزيد من تخراج العينين ، والفوز على ساحل العاج وهيهات له ، والفوز على رواندا المنتصرة على ساحل العاج وهيهات هيهات ، فإن لم يفعل ولن يفعل ، فان امحمد فاخر “مشا فيها كفتة ” ، واستبداله اهون من استبدال “صدفة في قميجة ” .