“ميات كمامة وكمامة ولشدّة في الحبس”

•محمد الشمسي
أواصل الإطلالة من هذه النافذة رفقة القارئ لنكسر معا رتابة الحجر الصحي، ونضحك بعيدا عن أخبار الإصابات والوفيات بفيروس كورنا، نستخرج الابتسامة من الغمة، فشر البلية ما يضحك، واليوم “نديرو النميمة” في الكمامة، وهي”شرويطة” يقال أنها تصد علينا أفتك الفيروسات، الكل ملثم والكل مقنع، ومن لم يتكمم “غادي يندم”، والكمامة “فيها وفيها” وهي “موضيلات”، هناك “كمامة الدولة” ويبدو أنها لم تكلف صانعها غير “طريف صغيور ديال الثوب”، مع “خمصطاش سنتيم” من “لاستيك”، وهي ” على قد فلوسها” ، بألوان “غوز بارد”، “وزرق سماوي”، وقهوي لون التراب أو لون الخناشي”، و”صفر باهت”، وميزة هذا “الموضيل” أنه يبدو لبعض “الباجدا” “دوبل فاص”، أي استعمال من الواجهتين، وهذا خطأ وخطر في نفس الوقت.
وهناك كمامات بيضاء “مخنفرة”، يبدو حاملها مثل أنثى الخنزير هائجة.
وهناك أخرى مصنوعة من مادة هي أقرب إلى”البوليستير”، وهي ” قاسحة”، لا تُطوى ولا تُثنى، شبيهة ب”جبانية الحريرة”.
وهناك الكمامة الخضراء بلون ثوب “البناج”، يقال أنها طبية تباع في الصيدليات، وبثمن “غالي شوية”، منظرها يذكرنا ب”بيت الخطار فشي سبيطار”.
عندما كنت أرمق أفواجا من الآسيويين (صينيين أو يابانيين أو كوريين ( الله أعلم) بجنسياتهم في المطار، وهم يخفون ثلثا وجوههم خلف تلك الكمامات، أعتبرهم عنصريين، و”زادو فيه”، فليس كل المحيطين بهم مرضى ، ولم أكن أتصور أن هذا الهواء الذي نستنشقه مليء بشتى أنواع البكتيريا والفيروسات و”عا ربي ساترنا وصافي”، الآن فقط علمت لماذا يصر أولئك القوم على تكميم أنفسهم بأنفسهم؟، ولسان حالهم يقول لكل الناس”كمموا أنفسكم قبل أن تُكمموا بزْ منكم”.
والحقيقة أن وضع الكمامة ليس عملا مضنيا دائما، فإضافة إلى أنه ينجي صاحبه من “شَدّة في الحبس”، فالكمامة “كتقاد البشر”،وتحقق أقوى صورة من صور المساواة، وعلى حد قول إحداهن وهي مقنعة “ربي قادها بهاد الكمامة عند لعيالات بحال الزوينة بحال الخايبة “، علما أنه مع لكمامة “باي باي الماكياج في الزنقة”.
ثم هناك “اللي جات معاه لكمامة”، بل أكثر من ذلك “وتاتو”، و”طلعو السر معاها”، وأكسبته هيبة الأطباء، أو طلعة ” شي ماجور أو ماجورة”،أو “شي رائد فضاء حتى”، وهناك من اختفى وجهه فيها ولم يعد يظهر منه شيء، فحتى عيناه الصغيرتان تبدوان محاصرتان ما بين “حاشية الكمامة” و جبهة صغيرة، فيبدو مثل طفل رضيع ” ياله خارج من عند فراكة أو رباكة “( والفراكة أو الرباكة بوضع ثلاث نقط على حرف الكاف هي سيدة تعالج المواليد الصغار بطريقة تقليدية).
وكيفما كان نوع وشكل ولون وحجم ودور الكمامة ، فهي في نهاية المطاف”لمانفعتش مع الفيروس تنفع مع المخزن”، لأنه “ميات كمامة وكمامة ولشدة في الحبس”، وراحنا عا نضحكو” ولو”بزز”، “اللسان مافيهم عظم والله يحد الباس”.