الباعة المتجولون، أي مصير؟

إن الظلم ظلمات، فقد حرمته جميع المنظمات والقوانين الدولية، فكي لا تشيع الفاحشة ويكثر الفساد في الأرض سنت الفصول القانونية بإقامة العدل بين الناس عموما من جهة وبين المسؤولين والمواطنين من جهة أخرى، لكننا نعيش في زمان اختلط فيه الحابل بالنابل فأصبح الرعاة يحمون الفساد والفاسدين ويضطهدون أصحاب الحق ويخرصون أصواتهم بشتى أنواع الترهيب.
يعيش الباعة ”أصحاب الفراشات” عموما وبمنطقة الفداء – درب السلطان خصوصا في جهد جهيد لتأمين قوت أيامهم البئيسة، ففي ظل الارتفاع المتزايد للأسعار تعجز القدرة الشرائية وتتقلص الفرص السانحة للعيش الكريم هذا ما يدفع مواطنين ومواطنات، مغاربة يهربون من حرفة السرقة وبيع المخدرات ودور الدعارة وغيرها بحثا عن لقمة الحلال في التجارة، لقمة تقيهم التشرد الذي يعيشه أطفال، رجال ونساء من المنطقة، لُقيمة رغم صغرها لم يستطيعوا أن يهنئوا بها في ظل شطط السلطة بالمنطقة، حيث التعنيف والشتم والإعتقال جزاءهم، هي إذن ممارسات مخزنية موروثة في ظل عهد الجور والإستبداد.
لم يستطع الباعة تحمل الإبتزاز المستمر الممارس عليهم، فقاموا وانتفضوا ضد الظلم المسلط على رقابهم وأعلنوها كلمة واحدة«باغي نفرش باش نعيش ما نسرق ما نبيع حشيش»«الفراشة حيدتوها والبديل فينا هو»،حق مشروع لكل مواطن ومواطنة أن يكسب وتكسب الرزق الحلال في ظروف خالية من الفوضى بل من واجب السلطات المعنية رعاية حقوق مواطنيها وإيجاد الحلول المعقولة والمقبولة والسهر على توفير الظروف الملائمة لعيشهم بما لا يعرقل الحياة اليومية داخل منطقة تعج بالسكان والشوارع الرئيسية للعاصمة الاقتصادية، إذا أرادت ألا تتأزم الأوضاع أكثر ونحن نعلم مصير البيضاء إذا ما انتفض أبناء درب السلطان.
إن من يعيش مع الشعب ويتهمم بهمومه لا يسعه إلا أن يساند ويدعم أصحاب الحق والقضايا العادلة، خصوصا وأن حق الشغل يضمنه القانون، فأي سياسة يتبعها المسؤولون لإيجاد حلول لهذه الطبقة المهمشة؟ وإلى أين يوصل حراك الباعة”أصحاب الفراشات”؟ أسئلة وغيرها تحتاج إلى الإجابة عنها. فهل من مجيب؟