الرأي

الراقصة السويدية والسياسي المغربي

قرر ثمانية رجال من زعماء أحزاب مغربية وتاسعتهم امرأة تتزعم بدورها حزبا مغربيا ، السفر الى دولة السويد ، لأجل حث وثني الدولة الاسكندينافية على التراجع والعدول عن رغبتها في الاعتراف بجمهورية الوهم ، ولأن السويد دولة ديمقراطية حتى النخاع ، فأخشى أن يسأل المستضيف السويدي رؤساء أحزابنا عن كيفية وصولهم إلى الأمانة العامة لأحزابهم ، وعن المدة التي قضوها في كرسي الأمانة العامة ، وان يسألهم ، هل تم انتخاب الأمين العام الحالي خلفا لنفسه ، أم خلفا لأمين عام انتقل الى عفو الله ، وأخشى ان يسال ذلك المضيف السويدي ثامن الزعماء المغاربة عن كيف تأسس حزبه بالأمس وتصدر الانتخابات اليوم ، ويسال الآخر عن كيف يسوس شؤون حزبه ، هل بالخطاب التشاركي كما هو واضح من خلال اسم الحزب ، أم بسياسة “اللي معجبو حال الما والشطابا والباب يخرج جمل ” ، وأخشى أن يسأل السيدة التي ترافقهم وهي من قبيلة اليسار ” لماذا لم يطفره اليسار المغربي في المغرب ؟” ، وأخشى أن يسألهم ويسألهم ، فلايجدون جوابا ، ويكتفون بالحملقة في بعضهم بعضا ، تحدثهم أنفسهم وتوسوس لهم بالقول : ” تفو علاش جينا تا ولينا حاصلين هاد الحصلة ” ، ما علينا فقد تقرر ارسال هذا الكومندو من “مالين تلك الاحزاب ” ومعهم سيدة نبيلة ، ليقوموا بمهمة نبيلة وهم غير متعودين على القيام بالأعمال النبيلة طبعا .

وأعود الى قرار البرلمان السويدي ، فهذا البرلمان لا يجادل أحد في شرعيته ، وفي كونه من البرلمانات الأكثر تعبيرا بصدق وشفافية عن إرادة الشعوب ، الناس في السويد يتنفسون الديمقراطية قبل الهواء ، لكن لماذا انتظر البرلمان السويدي منذ السبعينيات من القرن الماضي حتى اليوم ليشطح شطحة تخدش في شرفه وعذريته علما انه في السويد لا يوجد شيء اسمه الشرف او العذرية ؟ ، فبكتيريا الانفصال طفت على السطح بقرصها المشروخ منذ ما يزيد عن اربعين سنة ، والبرلمان السويدي لم يكن يومها تحت الاحتلال ، بل كان يسمع ويرى ، فلماذا اليوم فقط اتضح للسويد ان هناك شعبا وارضا وتقريرا لمصير ؟ ، أكاد أشم رائحة غاز طبيعي جزائري بعائداته يتدفق على خصر السويد الشقراء ، واكاد ارى الراقصة الشقراء وقد ربطت اردافها بحزام من البترودولار ، وشرعت في “هز يا وز ” ، والجنرال المقعد يسيل لعابه وهو يغدق عليها ، ليست السويد دولة معادية للمغرب ، ولا المغرب معاد للسويد ، وليست الدولتان جارتان ولا قريبتان ولا يذكر التاريخ ثأرا بين الدولتين ،ولا توجد قواسم مشتركة بين الدولتين ، فعلى حد علمي فالسويد وغيرها من الدول الاسكندنافية من الدول الباردة دما ومناخا وطقسا وحتى رجولة ، فعندهم إقبال زواج الرجال بالرجال والنساء بالنساء يكاد يفوق زواج الرجال بالنساء ، حتى انه عندهم لا حاجة للجيش وللمدافع و المقاتلات الحربية ، إنهم شعب غارق في السلمية ، فلماذا يا ترى يستعرضون رجولة وهمية على وحدتنا الترابية ؟ ، أعاود لأكرر بان القضية فيها ، ” من شر جار حاسد اذا حسد ومن شر جزائريات في العقد ” .

لا أعرف لماذا يرتكب المغرب الخطأ تلو الخطأ في قضيتنا الأولى والمقدسة ، قضية وحدتنا الترابية ؟ ، لا ادري كيف يستطيع شرذمة من “مساخيط وطنهم ووالديهم ” من تحقيق نقط على حساب دولة لها كيان ونفوذ كبيرين ؟ ، هل أخطأ المغرب حين قفز من شمال إفريقيا ليعاتب السويد في خلافها مع السعودية ؟ ، ينضاف هذا الى قفزة سابقة بان نط المغرب من شمال إفريقيا ليعاتب إيران في خلافها مع إحدى دول الخليج ؟ ، هل تكون هذه الخرجات المغربية محسوبة أم ان المغرب يقفز أولا دون ان يفكر في العواقب ؟ ، هل نسي المغرب كيف ان منظمات غير حكومية مشبوهة كادت تضع الأقاليم الجنوبية للمملكة تحت مراقبة الامم المتحدة بحجة حماية حقوق الإنسان ، وكيف ان المغرب يومها عاش مخاضا عسيرا طرق فيه باب بوتين والكريملين والصين ؟ .

قضية الصحراء المغربية ليست قضية نظام ولا قضية حكومة ولا قضية برلمان ، قضية الصحراء قضية امة وقضية مصير ، ولن نتهاون عن الدفاع عن أرضنا ووحدتها ولو اضطررنا الى حمل السلاح في وجه الأعداء ، فالدفاع عن الأرض والنفس والعرض يفرضه علينا القانون الدولي بعد أن فرضه علينا ديننا وقيمنا وإنسانيتنا ، لذلك اعترفت بهم السويد ام لم تعترف بهم ، فليست هذه السويد من سيرسم لنا حدود وطننا ، وليس بهكذا زعماء أحزاب نستطيع الدفاع عن أرضنا ، فهؤلاء الزعماء هم في عداد الموت الاكلينيكي ، وهم أوراق محروقة وملعوبة ، هم مجرد “فوجوك ” ، سفرهم مثل عدمه ، وحبذا لو لم يسافروا إلى السويد ، على الأقل يبقى “عيبنا مستور ” ، فأن نبعث للسويد برسالة من سفارتها بالرباط خير من أن نكشف لها عن عورتنا بإرسال تلك الرسل الفاشلة ، وإن كان من لابد من سفر فحبذا لو كان هناك سفر جماعي لكل مغربي يسمح له ملفه الإداري من استصدار تأشيرة السفر الى السويد ، ونقوم بإنزال شعبي مغربي ونعتصم في ميدان التحرير في قلب عاصمتهم ولن نعود إلى الديار إلا اذا راجعت السويد رقصتها وعلمت أنها “خرجت على السطر ” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى