الراسبون ناجحون

سجلت النتائج العامة والرسمية على المستوى المحلي لعمالة عين السبع الحي المحمدي ، للإنتخابات التشريعية سنة 2016 ؛ استحواذ العدالة والتنمية على مقعدين ، وللمرة الثانية على التوالي ، بحصوله على 27038 ، من أصل 57.808 صوت ناخب معبر ، متبوعا بحزب الأصالة والمعاصرة ب 9.676 صوت ناخب ، في حين عاد المقعد الرابع لحزب التجمع الوطني للأحرار ب 593 6 صوت معبر ، وهي الأربع مقاعد ؛ تنافس عليها 15 حزب .
وللإشارة أن المجموع العام لعدد الناخبين المسجلين بالدائرة المذكورة 222.553 صوت ، منهم 67.722 مصوت ، و 9.914 ورقة ملغاة ، لتبقى 57.808 هي عدد الأصوات المعبر عنها والخالصة ، ويكون القاسم الانتخابي من الأصوات المعبرة الصحيحة النظيفة والخالصة ، هو 13500 صوت وتحصل بموجبه العدالة والتنمية على مقعدين . بينما الإقتراح السائد لبعض الأحزاب ؛ هو تخفيض عتبة الولوج ، وضمان الإعتماد على أن القاسم الإنتخابي ؛ هو عدد المسجلين في اللوائح الإنتخابية ؛ فيها العازف على التصويت والمريض والمسافر والمهاجر ، وأحيانا حتى الموتى أصحاب القبور ، وآنذاك تحصل العدالة والتنمية على مقعد واحد حيث أن القاسم الإنتخابي يفوق 100.000 من أصوات المسجلين ، إذ لا اعتبار للصوت المعبر ، ولا الورقة الملغاة ، ولا يمكن لحزب الوصول إلى القاسم الإنتخابي ؛ ويستفيد من المقاعد بأكثر الأصوات تدريجيا ،
وكأن الأحزاب تلاميذ في الفصل يخبرهم المعلم ان جميع التلاميذ ينجحون ولايرسبون ويفوزون ولا يكررون لا فرق بين الكسول الخامل والمجتهد الحالم وبين الغائب المطنش والحاضر المتواصل ولا يحتاجون للنقلة والغش انما لا اعتبار للامتحان هو شكلي والكل ينتقل الى المستوى الأعلى
أو كأن مقاولا دفع ليطلب رخصة بناء عقارٍ ما ، فاعطيت له رخصة البناء ومعها رخصة السكن ابتداء من باب عدم الاسراع وعدم التماطل
إن هذا الاقتراح للإقتراع ؛ تزوير انتخابي ناعم وفريد ،
لا يحتاج من الأطياف المنافسة لحملة انتخابية او تقديم برامجها وأطروحاتها ، إنما هو ريع انتخابي ، وتنفس اصطناعي كلينيكي للأحزاب الميتة والمنهكة ، وهو اعتراف ضمني بقوة العدالة والتنمية وكتلته الناخبة ، وإمكانيته حصاد المقاعد الإعتادية ، واكتساح للمواقع المميزة ، وتصدر للنتائج الإنتخابات ، والفوز برئاسة الحكومة للولاية الثالثة ، وذلك لفقدان مصداقية بعض الأحزاب وفشلهم ، وضعف تأثيرهم ، وهشاشة مواقعهم ، وهذا راجع ايضا إلى العزوف المهول والمقاطعة الشاملة .
لم يعد الأمر نقاشا سياسيا جادا أكثر من مظلة انتهازية وانعكاس للإنتقال الديمقراطي ، وإحباط وتدني لمساره ، وخيبة أمل ونكوص فضيع في المكتسبات السياسية السابقة ، بل رسوب في العملية الديمقراطية ؛ تخالف الأعراف والمنطق الدستوري ، وتراجع في حق السياسيين المناضلين ، وطعنة غدر في المسار الديمقراطي ، إذ الرافض والمقاطع والمسافر والمهاجر صوته معبر ومعتبر ، ومعد ومحسوب سلفا .
إنه كيد لمحاربة تيار سياسي معين ، عبر نسف المسار الديمقراطي النزيه والشفاف ، ويعتبر مروجو هذه العملية السخيفة ؛ دهاء سياسي لكنه غباء وبلادة ، تغير جميع القواعد الدنيوية والبنوية ، وهي بدعة مرموقة ، وتضليل يمارسه الضعفاء والجبناء ويتمسك به الفاشلون والطامعون
إن هذ الانتخابات بهذا الشكل لا معنى لها ولا تعبر على إرادة صوت الشعب وهي مجرد انتخابات تسويقية