وحيد مبارك: تنامي دعوات العنف والكراهية في كل المجتمعات تهدد قيمة التسامح

حذّر مبارك وحيد السكرتير الوطني للفضاء الحداثي للتنمية والتعايش بالنيابة من تنامي ظاهرة الكراهية والعنف في كل المجتمعات بما فيها الدول المتقدمة والديمقراطية، مشددا على أن التساهل مع تراجع القيم النبيلة واندحارها ومنها التسامح، من شأنه إفراز ممارسات وسلوكات عدائية، لاترتبط بالديانات عكس ما تروج له بعض الجهات، لأن الأديان كلها ليست عائقا أمام التعايش والسلام.
وشدّد وحيد مبارك في مداخلة له ضمن أشغال المائدة المستديرة التي نظمها المجلس المحلي للشباب بمدينة الجديدة بمعية المجلس المحلي لشباب مولاي عبد الله والجماعة الحضرية للجديدة التي عرف مقرُّها هذه التظاهرة على أن “التسامح قيمة إنسانية تركز عليها جميع الديانات”، وبأنها “حلّ عقلاني لمعالجة كل القضايا التي يعيش الإنسان تفاصيلها بشكل يومي في علاقته مع الغير”، وأن “من شأن التحلي والتشبع بها القضاء على كل أشكال العنف، وثقافة القتل والموت، من خلال ثقافة بديلة لا تلغي الاختلافات في العقيدة والمبدأ والآراء”.
ولسكرتير الوطني بالنيابة للفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، استدل بآيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية، ونصوص مقدسة لدى اليهود والمسيحيين، تؤكد جميعها أن الدين لا يأمر إلا بما هو خيرٌ وسلام لجميع البشر، وأنه جاء لخلاص البشرية وتحقيق الأمن الروحي والجسدي للمواطنين جميعا، في إطار الحب والرحمة والإخاء والمودة والسلم، مضيفا “لم تكن الأديان يوما عائقا أمام التبادل والتلاقح والتثاقف، ولا حائلا أمام التعايش والتعارف والحوار”، مشددا على أن العائق يكمن في “الذين يتوهمون بأنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة ويستغلون الأديان من أجل التحكم في أقدار الناس ومصائرهم فيقومون بتأويلها وفقا لمخططاتهم واهوائهم”، مضيفا بأن التسامح يدعو لفهم الأفكار واستيعابها ويمكّن من مراجعة النفس والقيام بنقد ذاتي، داعيا إلى تأصيله وإلى المساهمة الجماعية في ذلك، حاثا علماء الدين والمفكرين والمثقفين إلى أخذ هذه المهمة على عاتقهم وذلك لتطوير الثقافة المجتمعية الكفيلة بتحقيقه. وحيد مبارك وقف خلال مداخلته أيضا عند عدد من مظاهر اللاتسامح التي لاتقتصر على المجتمعات العربية والإسلامية فقط، بل تغزو حتى مجتمعات الدول الديمقراطية المتقدمة، ليؤكد على أن العنف هو في تنام وارتفاع مما يعتبر مؤشرا خطيرا، يهدد أمن هذه المجتمعات والمجتمعات الأخرى لان العنف لا يولّد إلا العنف المضاد، داعيا أصحاب العقول الرصينة المحبة للسلام إلى الانكباب على معالجة ما أسماه باختلالات القيم المجتمعية، تحصينا لهذه المجتمعات ودرءا لكل ردود الفعل الممكنة نتيجة للتعصب والغلو والتطرف بمختلف أنواعه، على حد تعبيره.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء الفكري المنظم بدعم من برنامج الحكامة المحلية للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد شارك فيه الدكتور عز الدين مناري أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شعيب الدكالي والرئيس السابق للمجلس العلمي المحلي لمدينة الجديدة، كما عرف تقديم بعض ضحايا الإرهاب بالمغرب لشهادات حية وصادمة، في حين قدَّمت الشاعرة خطيبة منديب شقيقة الراحل عبد الكريم منديب أحد ضحايا حادثة الـ16 مايو الإرهابية ديوانها الجديد “دموع من دم” ضمن فقرات هذه التظاهرة.