السيد رئيس الحكومة المغربية عبد الاله بنكيران لم يكن محظوظا في آخر اشهر حكومته ، فبالاضافة الى التحالف الشبح ضد حكومته وهو تحالف “التماسيح والعفاريت ” ، فقد ظهر له بعبع الجفاف ، وكل مصائب الجفاف سيمسحها ضحاياه في بنكيران وحكومته ، وطبعا ستبدو الفرصة مواتية لخصوم بنكيران لالصاق الجفاف ببنكيران ، فهذا نظام اشتغال السياسة في المغرب ، الخصم السياسي او العدو السياسي يترصد كل صغيرة او كبيرة واصلاقها بالخصم او بالعدو ، فسواء “طاحت الشتا فوق القياس” وغرق من غرق فبنكيران هو المسؤول ، وسواء جف المطر فبنكيران هو المسؤول ، بمعنى انها ” فيه فيه ” ، وبنكيران يعي ذلك جيدا ، ولو انه كان يحلم ان يمر “سربيس حكومته بخير” ، لكن يبدو ان الجفاف “غادي يسخن الطرح ” بين المصباح وما يدور في فلكه من كتاب و حمام وسنابل ، وبين باقي الرموز ابرزها الجرار الذي ستكون سنته “الجافة مليحة” ، من حيث رصد عثرات الحكومة ، وغير سائق الجرار ، واستقدم فيلسوفا من فلاسفة نسج الزرابي السياسية ، في المحصلة لا يهم التخفيف من حدة الجفاف بقدرما يهم الاقتيات من الجفاف سياسيا ، فعلى الاقل يمكن للخصم السياسي ان يجد ما يملأ به الفراغ وهو يخاطب الناس .
السيد رئيس الحكومة اعلن في خطوة من حكومته لتخفيف وطأة هذه الكارثة ، بأنه عازم على دعم صغار الفلاحين ، ومن داخل قبة البرلمان اعلن رئيس الحكومة على تسعيرة الشعير وحدده في مبلغ درهمان للكيلوم غرام الواحد ، واكد انه سيتصدى لكل من يركب على الشعير المدعم ويحاول الاغتناء منه .
جل الفلاحين الصغار يعرفون وهم متأكدون ، من أنهم لن يستفيذوا من شعير بنكيران ، شعير بنكيران سيعلفه “كبار الثيران والابقار السمان” ، شعير بنكيران سيتصدى له المقدمين والشيوخ والقياد والاعيان ليكونوا “سبونسور” ، ولن يذهب شعير بنكيران الى بطون بقرات صغار الفلاحين او الى معزاتهم او نعجاتهم او حتى الى حويصلات دجاجاتهم ، شعير الحكومة سيكون “بسعد ” التماسيح .
وذكر لي صديق شعبوي الطباع ، بأن الحكومة سبق لها وأن جهزت منتخب السيد امحمد فاخر ، بثلاثة اطنان من الاكل ، ومنحتهم ما يفوق ثلاثة ملايير من المال ، وخصصت لهم طائرة خاصة ، وفندقا خاصا ، بمسبح كلفهم 12 مليون سنتيم سباحة ، فتوجهوا الى وراندا ، وصرفوا ركام التغدية ومعه قناطير الاموال ، وعادوا في ظرف اسبوعين ، يجرون الفشل ويزرعون “الفقصة ” ، ولم يحاسبهم أحد ، بل إن السيد فاخر لم يتواضع حتى لتقديم اعتذار من الشعب المغربي ، الذي يزاحمه فاخر و عصابته من اللاعبين في قوت يومه ، قال لي صديقي الشعبوي ، بأنه لا يمكن منح لاعب يمضي كل وقته في “التزعريط والتحنقيز ” كل تلك الاموال بدون حساب ، في حين يقرر بنكيران منح الفلاح الصغير مبلغ 1000 درهم ، ليواجه بها الجفاف ، فحتى هذا الفلاح سيجد صعوبة في طريق صرف العشرين الف ريال ، إن قرر شرائها تبنا ، فهي لا تتعدى 33 ” بالا ديال التبن ” بسومة 30 درهم ل”البالا ” ، وتبقى له 10 دراهم “فلوس المركوب ” ، عموما لم اكترث لكلام صاحبي فهو شعبوي ، فكيف لنا ان نقارن الاموال المرصودة الى المنتخبات المغربية في كرة القدم ، مع المبالغ المرصودة للفلاحين الصغار من ابناء الشعب ؟ ، هذا لا يجوز اطلاقا ، لنقارن راتب مورينيو وراتب فان خال ورتب كوارديولا ، سنجده بالملايير وليس بالملايين ، لكن صديقي الشعبوي قال ، إن تلك الاندية هي عبارة عن شركات قائمة الذات ، لا تتعيش من اموال شعوبها ،وفوق هذا هي من يؤدي الضرائب لصناديق دولها ، ثم إنها تدخل الفرحة على نفوس الجماهير ، وتصنع مجدا كرويا ، أما ” تاوعنا ” فإنهم يأكلون مال الشعب بالباطل ، و صاح صديقي الشعبوي متحديا ” دابا تشوف شكون غادي يعلف شعير بنكيران ” ، وبنبرة الواثق من نفسه غنى على لسان الموسيقار محمد عبد الوهاب ” يا شعير من يشتريك عفوا من يعلفك ” .