التلميذ المجتهد والمحتوى التافه.. من يهيمن على المشهد الاعلامي في امتحانات الباكالوريا؟

تشكل امتحانات الباكالوريا، ضغطا نفسيا و توترا وسط آلاف التلاميذ والأسر، في محطة تعد من أهم مراحل المسار الدراسي.
وفي الوقت الذي ننتظر تعبئة شاملة لدعم المتعلمين، يطفو على السطح مشهد إعلامي مشوه، تملؤه مشاهد التفاهة والسخرية، على حساب مجهودات حقيقية لتلاميذ مجتهدين يحتاجون إلى دعم حقيقي.

مشاهد لتلاميذ يتهكمون على الأسئلة، و لايفات من أمام مراكز الامتحان، وتحليلات سطحية تختزل في التنكات، كلها تساهم في تحويل حدث وطني تعليمي مهم إلى فرجة رقمية تافهة، تتناقض مع جهد الآلاف من التلاميذ والأسر والأطر التربوية.

إن السؤال المطروح اليوم من يملك التأثير الفعلي في هذه المرحلة؟ هل هو التلميذ المجتهد المنكب على دراسته؟ أم المؤثر المهرج الذي يسطو على النقاش ويقوده نحو الابتذال؟ الجواب عن هذا السؤال ليس فقط مهمة الإعلام، بل مسؤولية مجتمع بأكمله .
في خضم هذا الزخم، يطرح دور الأسرة بقوة، باعتبارها الحاضن الأول للتلميذ. فالدعم النفسي داخل البيت، وتوفير جو من الاستقرار والتشجيع، يمكن أن يصنع الفارق، خاصة في مواجهة ضغط التوقعات والخوف من الفشل.
الأسرة اليوم مدعوة لأن تكون سندا لا عبئا، مشجعة لا مرهقة، خصوصا في أيام الامتحان الحاسمة.

من جهة أخرى، يبرز الإعلام الهادف كأحد الآليات المهمة للدعم، من خلال بث رسائل إيجابية، واستضافة تربويين وأخصائيين نفسيين، وتقديم محتوى يحفز التلميذ .
الإعلام الصادق مطالب اليوم بالتصدي لموجة “الفيديوهات التافهة” التي تختزل الباكالوريا في مقالب ونكت وشطحات مؤثرين لا علاقة لهم بالمدرسة ولا التعليم.

ولا يمكن إغفال بعض المعيقات التي تعترض التلاميذ، كضعف الظروف الاجتماعية أو غياب التوجيه النفسي والتربوي، أو حتى الخوف من الفشل، لكن هذه التحديات قد تكون دافعا للنجاح، إذا ما ووجهت بمساندة حقيقية من الأسرة والمدرسة والمجتمع.
إن امتحان الباكالوريا ليس فقط اختبارا في المواد، بل أيضا في القيم والاختيارات، إما طريق الجد والاجتهاد، أو السقوط في فخ السخرية والتفاهة.