ثقافة و فنون

مهرجان الطريقة العيساوية..مفكرون يسلطون الضوء على البعد التروبي للتصوف

تميزت فعاليات اليوم الثالث و الأخير من المهرجان الدولي الأول للطريقة العيساوية ،الذي تحتضنه الدار البيضاء ، بالندوة العلمية التي شارك فيها ،صباح اليوم السبت ،ثلة من المفكرين و الاكاديميين و الباحثين ، حيث سلطوا الضوء على البعد التربوي و الاخلاقي للتصوف .

وأجمعوا في مداخلاتهم على أن المجتمعات المعاصرة في حاجة الى الفكر التصوفي باعتباره مدرسة تربوية سلوكية، تجعل السمو بالوازع الأخلاقي منطلقا لبناء المجتمع الفاضل ،حيث تمثل الاخلاق جوهر الإسلام وروحه السارية في جميع جوانبه.

و في هذا السياق ،شدد مولاي ادريس العلوي المدغري، الرئيس الوطني لجمعية فاس سايس،على أهمية تعميم الثقافات الروحية التي تنشر قيم السلم و التسامح و التعايش و الطمأنية ،مبرزا أن المبادرات التي يتم تنظيمها في اطار جمعوي وعبر مختلف ربوع المملكة تصب في نفس الاتجاه و هدفها المشترك هو خلق نوع من التراكم القوي للقيم لبلوغ الحصانة الذهنية للشباب .

و اعتبر أن الايمان الروحي الصادق هو أساس كيان أي مجتمع، مجددا التأكيد على ضرورة الاهتمام بالتربية الروحية للشباب التي تمر عبر دعم حصانتهم الاخلاقية باعتبرها مفتاح إعداد جيل ناجح و مجتمع فاضل .

اما الاكاديمي عبد الله الوزاني اعتبر أن التأمل في الطريقة العيساوية فكرا ومفهوما “يجعلنا نمعن النظر و التفكير و التمحيص في الفكر الصوفي بكل تجلياته الروحية و الروحانية” .

الهدف من هكذا تظاهرات ، يقول السيد الوزاني ، الارتقاء بالفكر الروحي لتحصين المجتمع و بناء مجتمع متوازن يمكن ان يسير بثبات الى الامام متحديا العراقيل فكرية ، و ينطلق قدما نحو بناء صرح وطن يرتبط بتاريخه و تراثه الحضاري .

وينظم هذا المهرجان، الذي تعد وكالة المغرب العربي للأنباء أحد شركائه الإعلاميين ، من قبل جمعية فاس سايس ( فرع الدار البيضاء) تحت شعار” فكر وثقافة وممارسة”.

و يهدف المهرجان إلى المساهمة في الحفاظ على هذا الموروث اللامادي للمغاربة جميعا، ونقل الطريقة العيساوية وترسيخ قيمها في أوساط الشباب، وتنقيح ما أنتجته هذه الطريقة على المستويين الفني والفكري لتعزيز , والسعي لتقوية ارتباط الأجيال الصاعدة بأحد مكونات الهوية الدينية الوطنية ، وترسخ ثقافة الحوار والتبادل بين الشعوب والأمم ، تحقيقا لفضيلة العيش المشترك بكل قيمه الإنسانية النبيلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى