الرأي

فرنسا تسبح بلا بيكيني

كادت فرنساانتقع تحت نفوذ وسيطرةابيبكر البغدادي لولا تدخل جهازها القضائي الذي اصدر حكما بإعدام نهج البغدادي ، واسترجاع فرنسا لزمن أنوارها ، فرنسا بحمولتها الحقوقية والثورية والقانونية ، فرنسا الديمقراطية والعلمانية والمغالاة في الحرية ، فرنسا حاضنة المعارضين ، وحامية الحقوق والقوانين ، باتتشرطتهاتتجول على شواطئها البحرية فتوقف سيدة وترغمها على إزالة ملابسها ، وتصف تلك الملابس بالمخالفة لقانون فرنسا ، فرنسا باتت تخشى على نفسها وتاريخها من قطعة قماش ، فرنسا باتت تصنف المواطنين بحسب خطورتهم انطلاقا من لباسهم ، فرنسا تبنت فكرداعشعندما تطالعنا وسائلالاعلامأنهم يعتقلون النساء والرجال ويفرضون عليهم ارتداء “اللباس الشرعي” ، فما الفرق بين فكرداعشوفكر شرطة وعمداء مدن فرنسا ؟ ، كلاهما يريد فرض لباسه الشرعي ، كلاهما يأمر المواطن بخلع ملابسه ولباس ملابس أخرى ، هما يختلفان في فقط في حجم وشكل الملابس “الشرعية ” .

حكم القضاء الفرنسيبابطالوالغاءقرار منع لباس معين على سواحل البحر ، فاسترجعت فرسنا ذاكرتها ووعيها، فنحن لا نتصور فرنسا تحت احتلال فكر يقيس سلوك المواطن من خلال لباسهأو سحنته أو جنسه أو عرقه، هذه ليست فرنسا فولتير ولا فرنساالتنوير ، تلك كانت بداية نفق مظلماوشكبعض المتوجسين والمرعوبين علىإقحام فرنسا فيه ، صحيح أن فرنسا عرفتاحداثاارهابيةمتتالية نفدها مسلمون ، لكن لا يمكن مواجهةالارهاببالترهيبابدا، فهذا ما يسعىاليهالارهابيون، هم يستفزونالاجهزةالامنيةلاجلتحريضالانظمةالحاكمة على تبني القمع والاستبداد ، ممايغديتلك الجماعاتالإرهابيةبزبناءجدد ناقمين على حالة القمع البطش بالشعوب ، الفرق بين الحاكم الحكيموالإرهابيالمجرم ليس في الفعل فقط ، بل حتى في ردة الفعل ، المجرم احترفالإجراموهو يتخذ منه وسيلة عيش ، لكنالمسؤولالجيد يواجهالارهاببنقيضه ،بالاضافةالىتفعيل نصوص القانون وما تتضمنه من عقوبات تحت رقابة القانون نفسه ، فإنالمسئولعليهالاينجر خلف ردودافعالطائشة يخدم من خلالها مشروعالارهابدونانيدري .

وقدساءنيانبعضالأبواقاستدعتالأعذارلمااقدمتعليه السلطات الفرنسية من منع بعض النساء من السباحة بلباس معين ، بل وعاقت هذهالاصوات، تطلب من تلك النسوة العودةالىاوطانهاوالسباحة بما يحلو لها لباسه ، والحالانالأوطانوالأمصارهي لجميع سكان العالم ، وان الجنسياتما هيإلاوسائل تنظيمية ليسإلا، وأن الكون ملك لكل البشر ، يتقاسمون فيهالارضوالهواء والشمس والقمر البحر والنجوم والسماء ، لكن الذيساءنياكثرهوانتلك الغربان التي صدمها حكم القضاء الفرنسي كانت تتحدث بلسان التشفي انطلاقا من دوافعايديولوجيةبحتة ، كانت تلك الغربان تحاول الاقتيات على جثت من يخالفونها الوجهة والتوجه ، وهذه هي الخطيئة الكبرى ، لأن استساغتنا لقرارات خطيرة ، فقطلانهاتسيءالىخصومنا ، هو نهج فاسد وينم عن كفر بالحقوق في مفهومها الكوني.

الآن وقد حصحص الحق وزهق الباطل ، فلفرنساانتسبح في سواحلها ومسابحها بدونبوركينيبل وبدونبيكينيحتى ، فتلك هي الحرية في بلد التنوير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى